إبراهيم بن سعد الماجد
الكبار لا يمكن أن يشمتوا بالعدو، فضلاً عن الصديق، وما حلّ بالصين من وباء - كورونا - كان للكبار موقف مشرف، وأعني المملكة العربية السعودية، التي أعلنت في اتصال هاتفي بين قيادتها والقيادة الصينية عن وقوفها بجانب الصين، لتجاوز الأزمة.
وفي المقابل رأى وزير أمريكي بأن هذه الأزمة ستجني منها أمريكا فوائد مختلفة!
الموقف السعودي هذا يذكرنا بالزلزال الذي حلّ بإيران منذ سنوات، وموقف المملكة الذي جاء على الفور في إغاثة إيران لتتجاوز الكارثة!
السؤال الذي لا شك أنه سيتبادر إلى ذهن كل من يسمع أو يقرأ عن هذه المواقف، لماذا السعودية لا تستفيد من الأزمات والكوارث، خاصة مع الخصوم، بما يحقق بعض أهدافها؟
والجواب بكل بساطة، أن المملكة العربية السعودية دولة الإنسانية، ولذا فإن تعاملها مع الدول ذو شقين، شق سياسي، وآخر إِنساني، ولا يمكن أن تخلط بين الأمرين.
إغاثة الملهوف مبدأ إسلامي، علمنا إياه رسول الهدى عليه الصلاة والسلام، وأرشدنا إلى عظيم أجر من يفعل ذلك، بغض النظر عن جنس أو دين هذا المحتاج إلى الإغاثة، بل جعل الأجر في كل كبد رطبة، وهذا يعني تجاوز ذلك إلى ما هو أبعد من الإِنسان.. إلى الحيوان بكافة أشكاله وأنواعه، وجميعنا يحفظ حديث المرأة البغي والكلب الذي يلهث من العطش.
إن كانت الدول العظمى بقوتها تصطاد في مياه الوباء، فإن الدولة العظمى بمبادئها وأخلاقها، تغيث من بهم وباء وكوارث مهما كانوا وأينما كانوا.
الحديث عن مواقف بلادي في أزمات الدول لا يمكن حصرها في مقالة عابرة، بل إن الحاجة إلى إبرازها في موسوعة أعمال المملكة الإنسانية بات ملحًا، حتى لا يأتي من يزايد علينا، فالتاريخ إن لم نكتبه نحن الآن، فسيكتبُ غدًا، وربما يكتبُ مزورًا