خالد بن حمد المالك
أمضينا ساعتَيْن مع وزير الإعلام منفردًا، ومثلهما مع وزيرَيْ الإسكان والإعلام معًا. وفي كل اجتماع كان هناك إنجازات كبيرة، اطلعنا عليها، وخطوات داعمة للإعلام، وكأنها إشارة قوية تحمل تثمينًا عاليًا ومقدرًا للإعلاميين، في تطوُّر نوعي، وعمل غير مسبوق، وفي تحوُّل حقيقي نحو إيجاد أرضية ومناخ وبيئة للإعلاميين بعد سنوات موجعة من الانتظار، والترقُّب، وغياب للحلم الذي ظل يطرق أسماعنا دون أن نرى غير الوعود، والتجمل بهذه الوعود، بينما لا شيء على أرض الواقع.
* *
مع رؤية المملكة 2030، ومع برنامج التحول الوطني 2020، ومع الإرادة السياسية الفاعلة، وحماس الوزيرَيْن تركي الشبانة وماجد الحقيل، ومن خلال الشراكة الاستراتيجية بين الوزارتَيْن، والرغبة الصادقة في إيجاد منتجات سكنية عبر برنامج (سكني) للإعلاميين، أصبحنا نتحدث عن الحي الإعلامي، والمدينة الإعلامية، حيث تقام الوحدات السكنية للإعلاميين المحتاجين لإسكانهم في بيئة سكنية جاذبة، بما سوف يتوافر فيها من خدمات على مستوى عالٍ من التخطيط والتصميم والمساحات الترفيهية.
* *
وكان قد سبق إطلاق حفل برنامج الشراكة الاستراتيجية بين الوزارتَْين، بحضور حشد من الإعلاميين، وفرح غامر على وجوههم، وتفاعل كبير مع كل معلومة تحدث بها وعنها وأطلقها كل من الوزير الحقيل والوزير الشبانة، وهناك إنجازٌ آخر غير الإنجاز السكني؛ فقد كان وزير الإعلام يرأس اجتماعًا لرؤساء التحرير لإطلاعهم عليه، بعد سنوات من الترقب والوعود، وخوف لدى المؤسسات الصحفية من أن لا تكون وزارة الإعلام قد أصغت لمطالبها، أو أعطت وقتًا لدراسة التحديات التي تواجهها.
* *
وكما تم في احتفال (سكني)، وإطلاق المشروع السكني الطموح، برعاية الوزيرَيْن، وما رافق هذا الإعلان بتفاصيله وتميزه وريادته من ردود فعل مثمِّنة هذه الخطوة، ومبارِكة لمن سيشملهم الحصول على سكن في الحي الإعلامي من الإعلاميين في كل من الرياض والدمام وجدة، ولاحقًا بقية مناطق المملكة، فقد كان هناك على الخط الآخر منجز موازٍ ومهم لـ(سكني)، هو إطلاق وزير الإعلام تركي الشبانة مبادراته لتطويق أزمة المؤسسات الصحفية، ووضع تنظيم مؤسساتي لها، يضمن للإعلاميين بقاءهم في المهنة، وتطوُّر مهاراتهم، بإيجاد حوافز كثيرة مع كل إنجاز تقوم به المؤسسات الصحفية وغيرها تفعيلاً لهذه المبادرات وتناغماً معها.
* *
ولا أخفي على مَن يقرأ هذه الكلمات أننا كنا يوم الأحد الماضي أمام مشاهد وصور ومعلومات وقرارات، تعطي لي الحق حين أقول عن هذا اليوم إنه من أيام التاريخ في سِجل المحطات المؤثرة إيجابًا في مسيرة الإعلام، وإنها كانت فرصة للإعلام والإعلاميين ليأخذوا بزمام المبادرة مع هذه الخطوات في تطوير ما هو بحاجة إلى تطوير، وإلى إضافة إعلامية فاعلة فيما هو بانتظار إضافات إبداعية ومهارية وتأثيرات على المشهد الإعلامي؛ فالقوة الناعمة هي في الإعلام، والمطلوب أن نحافظ على مؤسساتنا الصحفية، ونعمل على تطويرها، بما يتماشى مع عصر التقنية والسرعة الفائقة في التواصل مع الآخرين.
* *
هناك تفاصيل كثيرة، أُعلنت ونُشرت عن برنامج (سكني) والأحياء السكنية للإعلاميين. وبينها حق الإعلامي أن يختار سكنه في الحي الإعلامي، ومن أراد أن يكون سكنه خارج الحي فله ذلك. وبينما في اجتماع وزير الإعلام برؤساء التحرير أعلن معاليه أن هناك مبادرات، تشمل التدريب، وتقديم حوافز للإعلاميين، وإشراك المؤسسات الصحفية في تقديم خدماتها وإمكاناتها في النشاطات التي تتم في البلاد، والبحث عن فرص لحصول الصحف على حصص إعلانية مناسبة، وزيادة الاشتراكات بالصحف، وتشجيع التحول إلى الصحافة الرقمية بحوافز كثيرة، وغيرها من المبادرات التي بلغ عددها 17 مبادرة متنوعة ومهمة.
* *
باختصار شديد، كنّا يوم الأحد الماضي أمام قرارات أشبه ما تكون بمبضع الجراح الذي قام للتو بعمليات جراحية؛ فكان العلاج للإعلاميين والإعلام بصور مختلفة، وبخطوات كبيرة، وتطوُّر نوعي في لمس الجرح، ومعالجته على نحو ما سمعناه من الوزيرَيْن الشبانة والحقيل. وهو جهد مقدر لوزارتَيْ الإسكان والإعلام.