د. صالح بكر الطيار
نعيش الشهرين الأولين من عام 2020 وهو عام التحول الوطني الذي تم التخطيط لبرامجه منذ سنوات الأمر الذي يحتم أن تكون هنالك مواءمة بين التخطيط والنتائج في كل الوزارات التي ستقع عليها مسؤوليات مضاعفة في تحقيق الأهداف والتطلعات.
التخطيط الاستراتيجي قاعدة تنطلق منها كل تفاصيل العمل في أي قطاع وبما أننا على خطى متسارعة لتنفيذ أهداف التحول الوطني 2020 والرؤية السعودية 2030 فإن الوزارات معنية بتغييرات شاملة في منظومة الخطط التي ستعمل عليها في ميزانياتها وفي قراراتها ووصولاً إلى أعلى معدلات الجودة في تحقيق الأجندات من خلال توفير فرق العمل المحترفة التي تخضع إلى هيكلة إدارية وفنية مع ضرورة إيجاد الخطط الزمنية لإنجاز المستهدف ووجود رقابة تشرف على النتائج المقترنة بالعمل.
لقد عانت التنمية في سنوات ماضية من بيروقراطية عطلت العديد من المشاريع وأرهقت المواطن وتأخرت معها العديد من المنجزات المفترضة قياسًا بما توليه حكومتنا الرشيدة من صرف المليارات سنويًا على ميزانيات الوزارات وأيضًا توفير كل التسهيلات والأسس لتخطيط وتنفيذ العمل إلا أن هنالك أخطاء كانت عائقًا أمام النجاح إضافة إلى وجود الفساد الذي كان معول الهدم الأول لأي منجز تنموي.
ومع تغيير الفكر وإدخال الحكومة الإلكترونية وتجديد الدماء في الوزارات وتحويل الخطط إلى ورش عمل لا تتوقف مع المواءمة بين الفكر والتنفيذ والاستعانة بالكفاءات السعودية القادمة بشهادات من أعرق الجامعات مع وجود عامل الخبرة إضافة إلى تضييق الخناق على الفساد فقد أسهمت هذه العوامل في تسريع عجلة التنمية والمضي قدمًا نحو الأهداف المنشودة.
نحن في عصر التغير ولا بد أن يوازيه تغيير في التخطيط واستراتيجيات تجمع بين الكفاءة والخبرة وتقوم بالعمل وفق أسس علمية ومهنية مع ضرورة المتابعة والتقييم والرقابة ودراسة الإيجايبات وتعزيزها في الأعمال الناجحة ومراقبة السلبيات وتوفير دراسات دقيقة بشأنها للقضاء عليها.
ننتظر من الوزارات خلال هذا العام تفاعل مع المتطلبات ونقلات نوعية في العمل بكل صوره سواء في مجال الخدمات المتعلقة بالمواطن أو المشاريع التي يحتاجها الوطن وكذلك الفعاليات والأنشطة والقرارات المستقبلية التي تسهم في مواجهة عوائق العمل وتصحيح الأخطاء وتذليل الصعاب مع أهمية التركيز على الجانب التثقيفي والتوعوي والخدمي بكل اتجاهاته وضرورة أن نشاهد نتائج فعلية على أرض الواقع تعكس الصورة المشرقة التي يتطلع إليها الوطن والمواطن في كافة المجالات.