د. أحمد الفراج
تتواصل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، إِذ يستعد الديمقراطيون لانتخابات ولاية نيوهامشر، في الحادي عشر من فبراير الجاري، بعد المفاجآت الصاعقة في ولاية ايوا، التي قالت كلمتها بخصوص حصان الديمقراطيين، جوزيف بايدن، فقد سقط سقوطًا مدويًا، وزاد من ماسأة الديمقراطيين أن ايوا زفّت المرشح بيت بوتيقيق، وهو شاب سياسي طموح، ولكنه مثير للجدل، لأنه مُثْلي، ولا أعتقد أن أمريكا اليوم على استعداد لانتخاب شخصية مثيرة للجدل لرئاستها، كما زفّت ايوا المرشح اليساري، برني ساندرز، وهو ينتمي لأقصى اليسار، ويصنف على أنه اشتراكي، وهنا تكمن المشكلة، فما يحتاجه الحزب الديمقراطي هو شخصية معتدلة، تنتمي للوسط، مثل بيل كلينتون، ومعظم النقد الذي يُوجه للديمقراطيين هو أنهم جنحوا لليسار، إِذ قال بذلك حتى أنصارهم المعتدلين، ما يعني أن جرّ باراك أوباما حزبه لليسار جاء بنتائج كارثية، سيعاني منها الحزب طويلاً.
يأتي ذلك بعد أسبوع انتصارات تاريخي للرئيس ترمب، الذي ألقى خطاب حالة الاتحاد، وأبدع وتميز، ما جعل رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، تمزّق الخطاب، في خطوة حمقاء، ستكلف بيلوسي وحزبها كثيرًا، فالشعب الأمريكي لن يغفر هذا السلوك لبيلوسي، خصوصًا أن الخطاب الذي مزّقته يحتوي على إشادات بأبطال حرب من الجيش الأمريكي، وبعد الخطاب، برّأ مجلس النواب ترمب من تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس، وكان الديمقراطيون يعوّلون على كساد اقتصادي، حتى يتمكنوا من وعد الناخبين بتحسين الاقتصاد، ولكن هذا لم يحدث، فالاقتصاد مزدهر، وترمب أنجز الكثير، فيما يتعلق بالتوظيف والقضاء على البطالة، والغريب أن الديمقراطيين أنفسهم يعترفون بانتصارات ترمب وهزائمهم، وفيما لو اتبعت ولاية نيوهامشير خطى ولاية ايوا وعرقلت مسيرة جو بايدن، فإن هذه ستضيف الكثير على نكسات الحزب المتتالية، ولم يخف ترمب سعادته، فهو في قمة النشوة، ويشعر بأن طريقه لإعادة الانتخاباب بات ممهدًا، وسنواصل الحديث!.