يوسف بن محمد العتيق
من القصص المشهورة في قرون متقدمة أنه كان هناك رجل يبيع الهريسة، فكان الإقبال من الزبائن عليه قليلا، فما كان منه إلا أن كذب على النبي الكريم أنه قال (الهريسة تشد الظهر) لأجل تسويق الهريسة التي يبيعها، وآخر كان يبيع الفول فنسب إلى النبي الكريم حديثا في الحث على أكل الفول.
وهناك من كذب على النبي الكريم لأجل نصرة مذهبه الفكري، وهناك من كذب على الرسول أيضا ووضع أحاديث تحث على الفضيلة وأعمال الخير، وهذه الفئة الأخيرة سميت فيما بعد (الوضاعون الصالحون)!!
وعلى كل الأحوال كل هذه الأصناف تعد من أسوأ الناس لأنهم كذبوا على النبي الكريم وقالوا على لسانه ما لم يقل لأهواء شخصية لديهم. وكل هؤلاء نال نصيبه من التحذير والعقوبات التي يستحقها. ولجل هذا وذاك نحن أمام جانبين:
الأول: الكذب مرفوض حتى ولو كان لأهداف نبيلة.
الثاني: مع الكذاب لا تناقشه في كذبته التي كذبها، بل انظر إليه من باب الجملة أنه كذاب، ولن يخرج منه أي صدق.
أقول هذا الكلام، وفي بالي حماسة بعض الباحثين أو الكتب والمثقفين في الرد على موضوع تروج له قناة الجزيرة في جانب تاريخي يمس بلادنا الغالية ويتكلف الرد عليهم (وهم له وجهتهم التي نحترمها).
لكن عند التأمل يجب أن ننظر على ما يطرحونه في جوانب تمس تاريخ بلادنا على أنه باقة كذب كاملة، وهكذا يجب أن تعامل.
ولهم سلف يتبعونهم من الكذابين الأوائل الذين يكذبون لأجل تسويق بضاعة رديئة، فهؤلاء يكذبون لأجل تسويق بضاعة أسيادهم الرديئة.