فهد بن جليد
المثل العالمي يقول (الطير المُبكِر يصطاد الدودة)، وفي هذا تحفِّيز على أنَّ مُعظم المكاسب تلوح في الصباح، كل الثقافات تحثُّ على الاستيقاظ الباكر، نحن كمسلمين لدينا بفضل الله حافز يومي على الاستيقاظ المبكر لصلاة الفجر، وهذا بحد ذاته مؤشر قوي على حجم النشاط والحيوية التي يجب أن نكون عليها.. بقي أن نتحدث عن الأصوات والمُنبهات التي تؤثر إيجاباً أو سلباً على المزاج صباحاً، كُلنا قرأنا عشرات النصائح الخاصة بكيفية الاستيقاظ الباكر إلاَّ أنَّ العُلماء مؤخراً وجدوا رابطاً علمياً بين نوع الصوت الذي يوقظك وتأثيره على مزاجك، على طريقة: قُل لي كيف تستيقظ من النوم، أقول لك كيف يكون نهارك؟.
(صوت المنبه) له معايير علمية مُحفِّزة على الاستيقاظ تعتمد على نوع الصوت، وليس على مستوى قدرته على الإزعاج كما يُعتقد سابقاً، في جامعة (ملبورن الأسترالية) اكتشف العلماء أنَّ أي (صوت لحني) يوقظ خلايا الدماغ بنجاح، بل ويحفزها بشكل جيد، عكس صوت (الجرس التقليدي) المُزعج المُتعارف عليه، خصوصاً إذا كان هناك ارتباط نفسي أو عاطفي بين الصوت والنائم، تبعاً لعلاقة هذا الصوت بالهواية أو موسيقى النادي الرياضي الذي تشجعه أو أي صوت لحني آخر له قصة خاصة في حياتك، لذا كل ما عليك الآن هو التخلص من صوت (الجرس التقليدي) الموجود في الساعات والهواتف النقالة الذي يعتقدُ معظمنا أنَّه الأقوى والأفضل للاستيقاظ، بينما حقيقة الأمر أنَّ له تأثيراً نفسياً عكسياً على خلايا الدماغ ومزاجك اليومي، بل ويجعل أداءك وحضورك أقل بكثير نتيجة اليقظة الحادة والانتباه الفوري.. القاعدة الذهبية تقول كُل انتقال سلس لمرحلة اليقظة بشكل هادئ وتدريجي أياً كان نوع المنبه، له آثار نفسية وذهنية أفضل عليك طوال النهار.
الحياة تبتسم للمُبكرين، فقط تذكَّر أنَّ نوعية الصوت الذي يُوقظك يؤثر إيجاباً أو سلباً على نشاطك وأدائِك العقلي، كل ما عليك هو عدم ضغط (زر الغفوة)، فهذا سبب انهيار(مشروع اليقظة)، خلافاً للنصائح التقليدية بشرب كمية من الماء قبل النوم للاستيقاظ، أو تجنيد حلفاء من البيت أو الأصدقاء في الخارج للاتصال، أو خداع النفس بوضع مُحفِّزات للقيام والنهوض، والأفضل بعيداً عن هذا وذاك هو الاعتماد على (الساعة البيولوجية) للاستيقاظ دون الحاجة (لصوت المُنبه)، جرِّب بنفسك؟.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،