د.عبدالعزيز الجار الله
إذا تم كسر ليبيا فهذا يعني كسر لحاجز وسد بشري وجغرافي ومائي وسيادة دول الشمال الإفريقي، التي تفصل ما بين القارة الإفريقية وبين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وإفريقيا القارة المحصورة بين محيطين من الجنوب المحيط الهندي والأطلسي، ومن الغرب المحيط الأطلسي، ومن الشرق البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط، لذا ليبيا ستكون ثغرة من نار في جدار اليابسة الإفريقية وجسر للهجرات غير النظامية والإرهاب واللاجئين من إفريقيا إلى أوروبا، وهذا ما تسعى إليه تركيا بإغراق ليبيا بالمقاتلين السوريين والعرب والأجانب وترحيلهم من الحدود السورية والتركية والإيرانية إلى ليبيا ثم إلى أوروبا.
ستكون ليبيا أكبر تجمع إرهابي ومقاتلين ومرتزقة وميليشيات من إيران وسوريا وتركيا على الحدود المصرية والتونسية والجزائرية والأوروبية ومياه البحر الأبيض المتوسط، وما يحدث في سوريا ما هو إلا ترحيل للمقاتلين والمنظمات الإرهابية التي تشرف عليها دول إيران وسوريا وتركيا، تجمع يعيدنا لتجمع منظمة القاعدة في اليمن، وتجمع داعش في شمال العراق وسوريا، أو تجمع الحشد الشعبي جنوب العراق، خلطة من المقاتلين ومرتزقة الحرب التي تجمعت بعمل رسمي عبر مؤسسات أمنية كانت تتعامل معها الدول الكبرى في حروبها، وتجمع إرهابي عبر المنظمات والجماعات القتالية.
هناك أكثر من مسار للمقاتلين وتجار ومرتزقة الحروب تحت مظلة إيران وتركيا وسوريا وليبيا، وكانت إيران تعمل على تحويل اليمن إلى محطة للمقاتلين وتجعل ميناء الحديدة ومرافئ يمنية صغير مصدرًا لحشد وجمع المقاتلين في صعدة ثم يتم تمريرهم لحدنا الجنوبي، وجعلها حرب استنزاف مستمرة لا تتوقف، لكن عاصفة الحزم 2015م أفشلت مخطط إيران في تحويل جنوب الجزيرة العربية اليمن خط إمداد للمقاتلين كما هو حال ليبيا وسوريا الآن تحولتا إلى محطة للمقاتلين والإرهابيين من شعوب جنوب ووسط آسيا وإفريقيا.