خالد بن حمد المالك
كنا نراهن على مقتضى الصدر على أنه حالة مختلفة عن غيره من قادة الأحزاب العراقية، وشخصية قيادية قادرة على أن تفرض مواقفها العراقية والعروبية المخلصة، بخلاف ما تريده ولاية الفقيه في إيران، فإذا بنا نكتشف (الحقيقة) ونتعرف على الواقع، ونصل إلى ما كان يخفيه الرجل من تآمر على العراق أرضاً وشعباً، وعلى العروبة انتصاراً لإيران ونظامها المجرم.
* * *
جمع مقتضى الصدر بين يديه كل خيوط التناقضات، واستجمع كل الأوراق السوداء المؤذية بتعاليمها وقراراتها للشعب العراقي الشقيق، ووضع كل قواته وقدراته ودعم إيران لسياساته للإضرار بمصالح العراق والعراقيين، وصولاً إلى إلحاق أكبر الضرر بالدول العربية والأمة العربية، متجاهلاً أن مسؤوليته بأن يمرر هذه القوة لديه للعمل بما يخدم العراق، وبما يحمي بلاده من سطوة إيران المتآمرة على تطلعاته ومستقبله.
* * *
كنا نظن أن مقتدى الصدر غير نوري المالكي وبقية العملاء العراقيين لإيران، وكنا نعتقد أيضاً أنه أبعد ما يكون عن تدنيس مواقفه بما يلبي فيها مصالح إيران على حساب العراق الجريح، فإذا بنا نجد أنفسنا أمام شخص مخادع ومتلون، ورجل لا يتوانى أبداً في قتل أي معارض عراقي يرفض مواقف طهران من العراق، مع استعداده للتصدي لكل من يخالف سياسة أن يكون العراق مرتبطاً بإيران لا بأشقائه الدول العربية.
* * *
لكن، العراق سيبقى قوياً وصامداً، وسوف يعود كما كان حاله قبل أن تضع الولايات المتحدة الأمريكية إدارة شؤون البلاد بين أيدي العراقيين العملاء لإيران، لأن ما بني على باطل في الدستور الذي وضعه الحاكم الأمريكي للعراق السيد برايمر خلال الغزو، حيث مكنت واشنطون إيران من السيطرة على مفاصل الدولة، وتوجيه سياسات البلاد، لن تكون له فرصة في الاستمرار كما هو عليه الآن، وستكون الكلمة في نهاية الطريق للشعب العراقي الهادر في كل الميادين والمحافظات رافضاً الدستور، والأحزاب، والفساد المالي، ومطالباً بحقه في إدارة شؤون البلاد، بعيداً عن الهيمنة الإيرانية، وخيانة بعض من بيدهم السلطة ومقدرات الأمور من العراقيين في العراق الجريح.