د. أحمد الفراج
منذ أن ترشح نائب الرئيس أوباما، جوزيف بايدن، للرئاسة وأنا أكتب وأقول إن الديمقراطيين يراهنون على حصان خاسر، وكنت كتبت في هذه الصحيفة الموقرة أن بايدن سياسي جيد، ولكنه لا يملك المواصفات اللازمة لمنصب الرئيس، فهذا المنصب يحتاج لمواصفات خاصة لا يملكها بايدن، وأهمها الكاريزما والفصاحة والقدرة على مخاطبة الناخبين وجذبهم، فبايدن متحدث غير جيد، مقارنة برؤساء مثل جون كينيدي ورونالد ريجان وبيل كلينتون وسلفه باراك أوباما، ولأن الرئيس ترمب يجيد التّنمر، فهو يسميه «جو النائم»، وهذا للأمانة وصف دقيق، لأن بايدن يحضر للتجمع الانتخابي دون أن يثير الحضور أو يؤثر فيهم، ففيه الكثير من مواصفات الكسول، وعلاوة على ذلك فإن له سلوكيات غريبة، يعجز المتابع عن وصفها، وسبق أن تم انتقاده كثيرًا بسببها، كما أنه أطلق تصريحات، تم اتهامه بسببها بالعنصرية، بالرغم من أنني لا أعتقد أنه عنصري، ولكن يظل هذا مؤشرًا على قلة حصافته السياسية وتقديره للمواقف.
ثم لا ننسى أنه يناهز الثمانين من عمره، فلو كان صاحب كاريزما وخطيبًا مفوّهًا، مثل رونالد ريجان مثلاً، لربما غطى ذلك على مسألة السّن المتقدم، فريجان استطاع أن يتجاوز مسألة السنّ بالكاريزما، ولا أظن حقيقة بايدن تخفي على الديمقراطيين، ولكنه هو أفضل المتاح، في ظل فقر حادّ في وجود ساسة عيار ثقيل في أمريكا حاليًا، خصوصًا في الحزب الديمقراطي، ولكني لا أعتقد أن الديمقراطيين كانوا يدركون أن بايدن بهذا السوء، الذي كشفته انتخابات ولاية ايوا، أولى الولايات التي تصوت في الانتخابات التمهيدية، فقد سقط سقوطًا مدوّيا، وحلّ في مركز متأخر، وهذه ضربة قوية للحزب، فبايدن هو حصانهم الرابح، الذي يأملون أن ينافس ترمب في الانتخابات الرئاسية القادمة، بحكم تجربته الطويلة كعضو في مجلس الشيوخ ونائب للرئيس، وتنبع أهمية نتائج ولاية ايوا في أنها تعطي مؤشرًا على حظوظ المرشحين للرئاسة، وبالتالي فإن نتائجها صعقت بايدن، وصعقت الحزب خلفه، وسنواصل الحديث.