رقية سليمان الهويريني
يطلق اسم «كورونا» الجديد على مجموعة من الفيروسات التي تندرج جميعها تحته، وقد أضيفت له صفة (جديد) للتفريق بينه وبين «فيروس كورونا السابق» تجنباً لإلصاق اسم الفيروس ببلد المنشأ وما يرافق ذلك من تأثير نفسي واقتصادي سلبي على هذه الدولة العظيمة.
وسميت فيروسات كورونا بهذا الاسم نظراً لصورتها تحت المجهر، التي تبدو ذات أطراف مدببة كالتاج. وتظهر أعراض هذا الفيروس القاتل بارتفاع درجة الحرارة وضيق بالتنفس، والسعال المستمر، وزيادة بضربات القلب بالإضافة لآلام بالجسد. وينتقل عادة عن طريق الهواء الملوث في الأماكن المغلقة التي تفتقد للتهوية الصحية، كما تتسبب العدوى بانتقاله من المصاب للسليم.
وهو أحد أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين، فتمتلئ الأكياس الرئوية بالسوائل الصديدية مما يجعل التنفس صعباً ومؤلماً، ويمكن أن يحدث الالتهاب الرئوي بسبب فيروسات أو جراثيم أو فطريات لا تنتمي إلى هذا الفيروس مطلقاً. وبرغم سعي الدول المتقدمة للقضاء على الفيروسات المسببة للالتهاب الرئوية والفيروسات المتجددة باعتبارها من العناصر الأساسية للاستراتيجية الرامية للحد من معدلات الوفيات والوقاية منه؛ إلا أن سمات مرض كورونا لا تزال غير معروفة بالشكل المطلوب ويصعب الكشف عنها بسهولة.
ولاشك أن مكافحته مجدية بالتوعية وانتهاج أنماط الحياة الصحية، وعند وقوعه يصبح من الضرورة حث المصابين الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية المتوفرة. وأجزم أن الوقاية من هذا المرض تكمن بالنظافة والتعقيم والغذاء الجيد، ومعالجته تستلزم تناول الأدوية الملائمة والرعاية الصحية الشاملة. ولعل من الأمور الأساسية توفير التغذية المناسبة لتحسين الدفاعات الفطرية، بدءاً من الاعتماد على الرضاعة الطبيعية للأطفال طيلة السنتين الأوليتين وتجنب مسببات الحساسية، والانتباه لعدم مخالطة المصابين بالالتهابات الرئوية والفيروسات لأنها معدية ومخيفة.
وبرغم أنه لم يحدد السبب الحقيقي لنشوء هذا الفيروس الجديد وانتشاره بهذه السرعة، إلا أن أصابع الاتهام لم تشر للإبل هذه المرة، حيث كان يشتبه بأنها ذات علاقة بـ (كورونا القديم)؛ بينما وقع حالياً في بلاد لا توجد بها هذه الحيوانات بصورة ملفتة.
وتتعدد الفيروسات التنفسية الحادة مثل (سارس) السيئ الذكر الذي فتك بآلاف البشر عام 2003م وفيروس (إنفلونزا الطيور) و(كورونا) الذي يحصد كالمنجل ضحاياه. وقانا الله وإياكم منها.