د. محمد عبدالله العوين
يقول المثل العربي القديم: الله يحلل الحجاج عند ولده!
ونقول اليوم: الله يحلل ترامب عند أوباما!
شهدنا خلال ولاية الرئيس ترامب (أبو إيفانكا) خلال سنوات ثلاث تحولات إيجابية في حلحلة بعض أزمات المنطقة العربية التي بدأ في شربكة خيوطها بوش الابن بغزوه العراق وتسليمه لإيران ثم عقدها أوباما طوال فترة رئاسته وأوصلها إلى قمة الدمار والفوضى بحيث سقطت أربع دول عربية في أتون صراعات عرقية وطائفية وقبلية مريرة لا يمكن أن تخرج منها إلا مدمرة ضعيفة عاجزة عن النهوض من جديد.
لقد مرت المنطقة العربية بعد اشتعال شرارة فوضى الخريف 2011م بعواصف كادت أن تكتسحها ميليشيات الخراب الإرهابية الإيرانية التي هيئت وربيت وسمنت ومنحت فتوى (الجهاد الكفائي) السيستانية الدموية لتحقيق أهداف الفوضى التي بشرت بها (كونداليزا رايس) إبان فترة أوباما.
هل وصل المخطط الذي رسم خارطته الديموقراطيون إلى نهايته؟ أم لم يستطع إلا تحقيق ما أمكنه تحقيقه لوقوف المخلصين في الأمة العربية صامدين مدافعين عن أوطانهم فأحبطوا بقية الجحيم؟
ويوم الأربعاء الماضي صوت مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية 53 صوتًا مقابل 47 لصالح ترامب لينجو من تهمة إساءته استغلال السلطة؛ على الرغم من سعي الديموقراطيين تتقدمهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لمحاكمته لئلا يتمكن من إكمال فترة رئاسته.
وفي خطابه السنوي المطول عن حالة الاتحاد يوم الثلاثاء قبل ساعات من تصويت مجلس الشيوخ على محاكمته تحدث (ترامب) بثقة بالغة عمّا قطعه على نفسه من وعود لإصلاح الاقتصاد ورفع مستوى الدخل وتخفيض الضرائب وتخفيف نسبة البطالة؛ فأكَّد أنه نجح في توفير 7 ملايين وظيفة للعاطلين، وكافح جريمة الأجانب، وحقق تحسنا في دخول المواطنين الأمريكيين بنسبة 60 في المائة ودعمًا للمستفيدين من الضمان الاجتماعي بنسبة 40 في المائة وهو ما عجز عن تحقيق بعضه الرؤساء السابقون خلال عقدين من الزمان.
لقد دغدغ ترامب مشاعر الأمريكيين بتوفير جزء كبير من الأمان العائلي بعدم الاندفاع إلى حروب خارجية إلا في الضرورة القصوى، فوعد بسحب قوات بلاده من أفغانستان والشرق الأوسط.
وانتقم ممن يعتقد أنه كان سببًا في قتل أمريكيين، كالبغدادي وسليماني.
وبعرض هذه الإنجازات ونجاحه في تجاوز محاكمته وعزله يعبر بثقة مطلقة طريقه إلى الفترة الرئاسية الثانية بعد تسعة أشهر حتى وإن استدعت معركة انتخابية تقليدية سسيستخدم فيها خصومه كل أدواتهم لعرقلة وصوله.
وبوضع مواقف ترامب في كفة ومن سبقه في كفة أخرى نجد أن العقلية الاقتصادية المجردة التي تهيمن على رؤيته قد أتاحت لنا وادٍ خطط من سبقه الرامية إلى تمزيق المنطقة ومنح السيطرة لإيران.
وعن طريق مادية ترامب هذه تم حصار الملالي بنجاح.
ولكن هل يمكن إنقاذ العرق وسوريا واليمن ولبنان من مخالبهم؟!
بقيت مشكلتنا الأزلية مع أمريكا على اختلاف رؤسائها في تبنيهم حماية (إسرائيل) على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.