د عبدالله بن أحمد الفيفي
«ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ..
ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ!»(1)
حَسْبُ الفَتَى (كَنْعانَ) مِنْ قِلادَةٍ
ما «سِفْرُ حِزْقِيالَ» طَوَّقَ العُنُقْ
...
«ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ..
ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ!»
وحَسْبُ قَلْبٍ جائعٍ لِأَرْضِهِ،
ورَايَةٍ مَنْهُوْكَةٍ، تَـمُوتُ في إيمانِها،
تُمَيْرَةٌ أو تَمْرتانِ مِنْ عَلَقْ
يُقِمْنَ صُلْبَها على صَليبِها
على شَفَا شَفَا الرَّمَقْ
في فَخِّها الجَدِيْدِ،
مَوْطِنٌ مَشَى،
تَحْتَ الحَدِيْدِ والحَرِيْقِ والحِصَارِ والفَشَقْ!
...
«ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ..
ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ!»
وحَسْبُنَا اللهُ على هذِي العُيُوْنِ والحَدَقْ
وشَرِّ ما لها خَلَقْ!
مِنْ شَهْوَةِ النُّفُوْسِ لِلثَّرَاءِ والثَّرَى
وشَغْبِها على دَمِ التُّرَاثِ والشَّبَقْ!
...
«ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ..
ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ!»
لَوْ أُعْطِيَ ابنُ آدَمٍ
مِنَ البِلادِ ضِفَّةً غَرْبِيَّةً
أو غَزَّةً مِنَ الذَّهَبْ
لَصاحَ: زِيْدُوا ضِفَّةً وغَزَّةً!
ورُبَّما ادَّعَى غَدًا
مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ العَتِيْقِ دارَهُ،
مِنْ بَحْرِها لِنَهْرِها،
وثارَهُ،
مِنَ الشَّفَقْ
إلى الفَلَقْ!
...
«ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ..
ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ!»
كنزُ الفَتَى كَنعانَ لا يَفْنَى
لأنَّ كَنْزَهُ «كَناعةٌ» مِنَ الوَرَقْ!
...
«ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ..
ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ!»
أَ لَيْسَ هذا مَنْطِقَ الحَكِيْمِ جَدِّكُمْ نَطَقْ؟
فما الجَدِيْدُ يا تُرَى؟!
بَلَى، وإِنَّهُ لَـحُكْمُ شَيْخِ أَشياخِ الطُّرُقْ
رَدَّ الصَّدَى:
لَـحُكْمُ أَشْبَاحِ النِّفَاقِ في النَّفَقْ
نَفَقْ
نَفَقْ
نَفَقْ
نَفَقْ...!
...
«ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ..
ثَلاثَ عَشْرَ في المِئةْ!»
... ... ...
(1) كذا كانت الصياغة تُعلَن في بعض الإعلام العربي بعد اتفاقيات (أوسلو). والصواب «ثلاث عشرة في المئة»؛ لأن التقدير: «ما نسبته ثلاث عشرة درجة مئويَّة من الضفَّة الغربيَّة». وما اللَّحن النحويُّ إلَّا رديف اللَّحن العربيِّ العام! جدير بالإشارة أن النِّسبة- بحسب أوسلو- 18%، غير أن النِّسبة الفعليَّة 13%؛ لتآكُل الأراضي الفلسطينيَّة بسبب بناء المستوطنات وتوسُّعها. وبعد انتفاضة سنة 2000 نُسِفَت كلُّ النِّسَب، واستباح الكيان الصهيوني المناطق التي يُفترَض أنها للسُّلطة الفلسطينيَّة.