على متنِ هذا الليلِ ينْتصبُ البدرُ
فيهمسُ في الأنفاسِ:
يا شوقُ..
يا شعرُ
فيلهجُ نسَّاكُ الغرامِ صبابةً...
على الهجرِ والقربى
يُحادِيهمُ البشرُ
نُدامى
كَساهُم شوقُهم حُللُ المُنى
من الشَّغفِ الأعْلى له سُندس ٌخُضرُ
أميطوا لثامَ الحُسن
يأتلقْ ِالمدى
فَتْسري في الأرواح أنفَاسُها البكرُ
وينداحُ في الأكوانِ
أوردةَ الهوى
فيا دوحةَ العشَّاق ِقد أعْشَب الدهرُ
فأنتم معينُ العمر
ملح ُعُهُوده
ويا أيُها الواشون:
أوْسعْكُم العذرُ
وأنتم ملاذُّ الأرضِ سرُّ وجودِها
فإنْ كنتم الأدنى...
فإنكمُ الكثرُ !
أنا مثلُ هذا اللَّيلِ
يجْتَاحُني الندى
ويسكن في أعطافي الحبُ والهجرُ
وتأسِرني الأحلامُ في الصحوِ والكرى
فأوْرقُ بالأشواقِ...
يخضرُّ بِي العمرُ
ويلتاعُ فيَّ الوجدُ -لادرَّ درُّه-
أمَا يرعوي عنِّي...
وذا الشيب والنذرُ!؟.
فدستورُ هذا العشق
منطقه الهوى
فلا نهيهُ نهيٌ ولا أمرُه أمرُ..!
هو القدرُ المحتوم ُلاتنهْ سَعْيه
فحيِّ بأقدارٍ يطيفُ بها العمرُ
** **
شعر/ د. يوسف الدعدي - جامعة الباحة