تِلكَ الْقُيودُ بِمِعْصَمي حَطَّمْتُها
يا فِتْنَةً بِيَدي أَنا أَبْدَعْتُها
إِنْ كُنْتَ في اللَّوحاتِ، قَدْ أَتْلَفْتُها
أو كُنْتَ في الأَشْعارِ، قد مَزَّقْتُها
أو شَمْعَةً في لَيْلَتي، أَطْفَأْتُها
لَمْ تَبْقَ إِلاَّ دَمْعَةٌ دارَيْتُها
أو آهَةٌ في خَافِقي أَحْرَقْتُها
أو باقَةٌ صَفْراءُ ذابِلَةُ الْوُرودْ
أَلْقَيْتُها، وحَبَسْتُ أَنْفاسَ الْوُجودْ
وقَطَعْتُ أَورِدَتي وَريدًا في وَريدْ
ورَمَيْتُ في نَزَقِ الصِّبا حُلْمَ الْوُعودْ
وصَرَخْتُ في الآفاقِ : إِنِّي لَنْ أَعودْ
إِنِّي كَتَبْتُ نِهايَةَ الْحُبِّ الْوَحيدْ
فَخُرافَةٌ : حُبٌّ نَما بَيْنَ الْقُيودْ
فُكًّ الإِسارَ، فَقدْ سَئِمْتُ مِنَ الإِسارْ
ذَاكَ الْهَوى الْمَزْعومُ أَنْهَكَهُ الدُوَارْ
أَيُّ الزُّهورِ تَقولُ عنها لِلْقِفارْ؟
أَيُّ الْقَصائِدِ صُغْتُها لِلإنْتِحارْ؟
بَيْني وبَيْنَكَ لُجَّةٌ أَضْحَتْ بِحارْ
وكَأَنَّنَا نَجْمانِ ضَلاَّ في الْمَدارْ
ضِعْنا وعِشْنا الْعُمْرَ نَبْحَثُ عَنْ قَرارْ
كَأْسي وكَأْسُكَ خَمْرُها كَالْعَلْقَمِ
وحَسَوتُها حتَّى الثُّمالَة مِنْ دَمي
وتَرَكْتُها، ونَدمْتُ: لا لَمْ أَنْدَمِ
لَمْ يَبْقَ في الأَكْوابِ ما يُغْري فَمي
نَفَضَ الْمَساءُ رداءَهُ عنْ أَنْجُمِي
وَنَضَوتُ عنْ دُنْياهُ فَجْرَ تَبَسُّمي
زَفَرَ الْهَوى لَمَّا تَحَرَّرَ مِعْصَمِي..
** **
- شعر/ عبدالعزيز خوجة