سمر المقرن
لفتت نظري هذه الإعلانات الكثيرة التي تغزو صفحاتي في التواصل الاجتماعي كلما نشرت صورة في انستقرام أو تغريدة في تويتر؛ أجد مباشرة أصحاب هذه الإعلانات يتهافتون في عرض منتجاتهم استغلالاً لرواد الصفحة. في الحقيقة هذا الأمر دعاني للبحث أكثر في الموضوع؛ فوجدت أن قيمة مشتريات الخليجيين لمنتجات إنقاص الوزن ملياران و700 مليون دولار في عام واحد، تصدرتها السعودية بمليار ونصف مليار دولار. الخبر على مسؤولية شركة إيرلندية، لن أذكر اسمها هنا، إلا أن اللافت أن الرقم في تصاعُد باعتبار السمنة هي أخطر مشكلة؛ ليصبح إنقاص الوزن أشبه بالهوس والجنون لهثًا خلف إعلانات أدوية التنحيف، والكثير منها مضلل، ومعظمها لا يخضع للرقابة الصحية؛ فتكون الطامة الكبرى؛ لأنها قد تسبب مخاطر صحية لا حصر لها!
فمتى بدأ استخدام الأقراص في التنحيف؟ الإجابة تحمل مفاجأة، وجدتها في بحثي وتنقيبي في الموضوع، هي أن هذه المواد لم تكن للاستخدام البشري، وكانت تحتوي على مادة كانت تُستخدم في تصنيع المبيدات الحشرية والذخيرة الحية أثناء الحرب العالمية الأولى؛ ليكتشف علماء أنها تحتوي على مواد تساعد في حرق الدهون؛ فاستخدموها للتنحيف متجاهلين آثارها الجانبية المدمرة على الجسم. أضف إلى ما أعلنته وكالة معايير الأغذية العالمية من أن استخدامها يسبب أعراضًا جانبية مدمرة، منها الصداع وسرعة ضربات القلب؛ وهو ما يؤدي للغيبوبة والوفاة. وأشار العلماء إلى أن أدوية التخسيس التي تحتوي على مادة الثايرويد كارثة كبرى على الصحة؛ لأنها تعمل على فَقْد العضلات في الجسم وليس الدهون! وكثير من أدوية التخسيس تتفاعل مع كيمياء الدماغ؛ فترفع نسبة هرمون السيروتونين في المخ؛ وهو ما يسبب فقدان الشهية، والشعور السريع بالشبع.
أيضًا وجدت أن هيئتَي الأغذية والعقاقير الأوروبية والأمريكية قامتا بسحب كثير من المنتجات من الأسواق، ولكنها - للأسف - تُستخدم سرًّا في بعض الدول العربية! وبينما أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا أن هناك مليارَي شخص يعانون من الوزن الزائد حول العالم فإن هوس استخدام أدوية التخسيس في تزايد مستمر. ليس ذلك فقط، بل هناك عمليات للمعدة، تتم بكثرة في وطننا العربي في ظروف غير آمنة؛ فتكون العواقب وخيمة، ويسقط البعض ضحايا للحصول على جسم مثالي!
وبلا شك البدانة خطر، وتسبِّب العديد من الأمراض لكن علاجها بسيط، يتمثل في متابعة نظام حمية غذائية، وتناول أطعمة تسارع في الحرق تحت إشراف طبي. أما فوضى أدوية التخسيس ونشر الإعلانات بهذه الطريقة فهذا دليلٌ على وجود سوق رائجة، تتاجر باحتياجات الناس، ولم توقَف عند حدها بعد!