هالة الناصر
ما أن تحدق الأخطار على العالم الخارجي في أي دولة، إلا وتجد المملكة تبادر بحماية مواطنيها وتجنيبهم الوقوع في المشكلات، وتبعدهم قدر الإمكان عن أماكن الكوارث الطبيعية، أو حتى الأمراض، مثلما فعلت بإجلاء المواطنين من مدينة ووهان الصينية عقب انتشار وباء كورونا الجديد.
ولم تكتف المملكة بالإجراءات الخارجية فقط، إنما شددتها أكثر بالداخل، عبر المداخل المختلفة، وتابعت الرحلات القادمة والمغادرة لتفادي إصابة أي شخص، مواطن كان أو مقيمًا بالفيروس الخطير، من واقع مسؤوليتها تجاه من هم على أراضيها، وحفاظاً على صحة الجميع.
ولمزيد من التعاطي الجاد مع الوباء الذي انتشر في أكثر من 18 دولة حول العالم، جاء قرار المديرية العامة للجوازات بتعليق سفر المواطنين والمقيمين إلى جمهورية الصين الشعبية، في إطار تنفيذ الإجراءات الصحية المعتمدة لدى المملكة العربية السعودية للوقاية من فيروس كورونا الجديد، مع التأكيد على أنه سيتم تطبيق أحكام نظام وثائق السفر ولائحته التنفيذية بحق كل من يخالف ذلك من المواطنين، وفي حال ثبوت مخالفة أحد الإخوة المقيمين لتعليق السفر للصين، فلن يسمح له بالعودة للمملكة، ما يؤكد بجلاء حرص المسؤولين في المملكة على الصحة العامة للجميع.
وفي إطار الإجراءات التي تمكن المختصين من معرفة المصابين بالمرض بسهولة للسيطرة عليه، أجازتْ الهيئة العامة للغذاء والدواء استخدام كواشف مخبرية لاكتشاف «كورونا الجديد» في حال الاشتباه بالإصابة، وذلك بعد إخضاعها للدراسة، حيث تُمكِّن الكواشف المخبرية من إجراء الاختبار التشخيصي للفيروس، الذي يتم عن طريق أخذ عينة لعاب أو مسحة من الأغشية المخاطية للمريض لاستخراج الحمض النووي من العينة، وبعد ذلك تُستخدم تقنية جزئية تسمى (RT-PCR) للكشف عن الفايروس.
ويأتي بالتأكيد هذا الإجراء ضمن سلسلة الإجراءات الوقائية التي تقوم بها المنظومة الصحية في المملكة العربية السعودية لضمان صحة المواطن والمقيم والزائر، والمساعدة في الحد من انتشار الفايروس، بينما نظمت المؤسسات المختلفة تعليمية كانت أو صحية محاضرات علمية حول «فيروس كورونا الجديد»، قدمها أطباء وأكاديميون مختصون في علم الفيروسات والطب الوقائي وصحة المجتمع، معرفين بالفيروس وبداية ظهوره وانتشاره، وتحديد فصيلته وطرق انتقاله ومدة حضانته، والتعريف بأخطار الوباء، وغيرها مما يؤكد أن الوعي الرسمي والمجتمعي يكملان لبعضهما لتفادي الوباء الخطير.