سهوب بغدادي
لو أن الحب كلمات تكتب، لجف حبر أقلامي، لكن الحب أرواح توهب فتسمو بروح أخرى معها.
المشاعر ذلك الجزء الفوضوي والمربك والمتضارب في أحيان كثيرة. وعلى اختلاف أنواع وضروب المشاعر من خوف وحزن وغضب وفي المقابل طمأنينة وحب وترقب فإن جميع أشكالها وتصنيفاتها مهمة بالنسبة للإنسان. فمن لا يشعر بالحزن نتيجة عرض أو ظرف ما ليس بشخص متزن من الناحية المشاعرية وفي المقابل من لا يشعر بالسعادة في المواقف والأحداث الباعثة على الفرح كالشخص السابق ذكره. كما يعد التسامح من أصعب الحالات المشاعرية التي تعكس القوة الروحية وعزيمة الشخص.
فيجب على الشخص أن يسامح الأشخاص كل ليلة والأهم من ذلك أن يسامح نفسه على مافات على أن ينظر بعين العطف والتسامح تجاه الماضي، في حين ينظر بعين التطلع لحاضره وبنظرة الأمل لمستقبله، فيما يعبر عن مشاعر الشفقة والرأفة والرحمة لما دونه ومشاعر الشكر والامتنان لكل سام مرتفع.
من عنوان المقال يتجلى أن المشاعر قد تقع في منزلة الإرث من عدمه في حالتين، الأولى عندما يعبر الإنسان عن مشاعره ومكنون القلب فبذلك ستنتقل مشاعره إلى منزل وموطن آخر في قلب الشخص المقابل ومن هنا يرث تلك المشاعر معه وإن انتهت حياة المورث، أما فالثانية، عندما يكبت ويكبح جماح مشاعره خوفا من انقطاع الأمل وخيبة الرجاء وتجنب الحرج والخجل عندها تنعدم قيمة النفس فالبذرة لن تنبت أزهارا سوى عندما تغرس في جوف الأرض لتحتضنها وترعاها من ثم تترعرع. وهذا هو الحال مع مشاعرنا. إن الحياة مجرد لحظات فهل تطيق أن ترحل عنها وقد تركت سرا في باطنك؟
إن أجمل الأشياء في الحياة تلك التي لا ترى بالعين ولا تلمس باليد بل التي تتغلغل في الروح قبل القلب.