علي الصحن
لست مؤيداً لمدرب فريق ضمك نور الدين بن زكري ولا مخالفاً له، ما يقوم به المدرب الجزائري أمور شخصية ترجع له، ليس أول من يقوم بها ولن يكون آخرهم.
كل مدرب أو مسؤول في أي ناد يرفض خسارة فريقه، ويرفض أن تسلب حقوقه -من وجهة نظره على الأقل- وأي منهم أيضاً ربما يخرج طوره وتبدر منه تصرفات غاضبة في لحظة ما، لكنها في النهاية لا تعبر عن شخصيته ولا يمكن أن تقلل منه لا سيما ما دامت في حدود المعقول، ولم تخرج عن إطار المنافسة والمناكفة المقبولة.
ما حدث من ابن زكري بعد مباراة فريقه مع النصر كان معقولاً، لا الحكم دون في تقريره شيئاً يدين المدرب ولا المراقب، ولا لجنة الانضباط التي يمكن أن تعود للناقل الرسمي لرصد ما فات على الحكام والمراقبين، لكن هناك من ترصد للمدرب ونال منه وقلل من شأنه، ولو حدث ذلك من ناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي لكان الأمر مقبولاً، وتم تمريره كما مرت أمور أخرى مشابهة.
الغريب في موضوع ابن زكري أن هناك قنوات رياضية وأعضاء شرف وإعلاميين تورطوا في الحديث عن المدرب، والاستشهاد بأدلة (مضروبة) لإدانته، دون أن يحاولوا العودة إلى الحقيقة ولا أن يحكموا المنطق، ولا يأخذوا المعلومة من مصادرها.
والغريب أن البرامج الرياضية التي طلبت مداخلة المدرب وسألته بطريقة هي أشبه للاستجواب منها للحوار، لم تكلف نفسها مثلاً للحديث عن نرفزة مدرب النصر في نفس التوقيت ولم تناقش حديثه (الكتشب) في المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة، ولا رصد تقنية (الفار) لتمثيليات لاعبي النصر، ومحاولات الحصول على ضربات جزاء بطريقة غريبة، ولم تتحدث عن الروح الرياضية والمحافظة على سلامة اللاعبين والحكم يصر على مواصلة اللعب وسط سقوط لاعب من فريق ضمك!!
لقد تركوا ذلك وتفرغوا لابن زكري، لدرجة سؤاله عن سبب حضوره مباراة الهلال وأبها في اليوم التالي، وكأنه أول مدرب في العالم يحضر مباراة فرق متنافسة، أو حتى يحضر مباراة كرة قدم في يوم إجازته لقضاء وقت ممتع بغض النظر عن طرفيها!!
الأدهى من ذلك محاولات تمرير أن ابن زكري قد ارتدى شعار فريق الهلال، وذلك استناداً إلى صورة تم اقتصاص جزء منها، ولا أدري هل يملك من مرروا هذه الصورة (المضروبة) الشجاعة والأدب للاعتذار من المدرب على هذه المعلومة (الكاذبة) علماً بأن ارتداء شال أي ناد لن يعيب المدرب، ولن يقلل من شأنه ولا نزاهته، فقد ارتدى رئيس اتحاد كرة سابق شال ناديه المفضل في لحظة ما ولم يجد من يتهمه في نزاهته، وإن لحقته بعض الملامة من البعض، كما أن حكام سابقين -وهذا الغريب المثير- حضروا احتفالات خاصة بأندية يفضلونها، وما زالوا يحصلون على تصفيق من يشاركهم الميول -وهم من تحدث عن بن زكري- رغم حساسية الموقف واحتفاظ التاريخ بأحداث لا تنسى حيال بعضهم!!
جاءت حادثة ابن زكري لتكشف كيف يفكر البعض، وكيف يتم وزن الأمور من جانبهم، وكيف يكيلون بمكيالين مقابل أحداث متشابهة. الأيام بيننا وسنرى هل يسلطون الضوء على أحداث هامشية في المستقبل، أم ستتسرب من برامجهم تسرب الماء من الكف، مثلها مثل أحداث سابقة مرت بإشارة ضعيفة أو بدونها أيضاً.