خالد بن حمد المالك
يمثل إنشاء مدينة إعلامية بالرياض حدثاً مهماً، وخطوة إعلامية وثقافية وتقنية كبيرة، وتوجُّهًا مدروسًا لصناعة إعلام وثقافة وإبداع تليق بحجم ومكانة وأهمية المملكة، وستكون هذه المدينة خطوة مهمة في الطريق الطويل لتقديم خدمات إعلامية وثقافية وتقنية على المستوى المحلي والعربي والأجنبي.
* *
وما قام به وزير الثقافة سمو الأمير بدر بن عبدالله الفرحان من إعلان قبل شهور عن نية الوزارة إنشاء مدينة إعلامية، ثم الاحتفال أمس الأول بالبدء في خطوات التنفيذ الفعلي للمدينة من خلال التوقيع مع عدد من وسائل الإعلام وغيرها على اتفاقيات لإنشاء مقرات لها في المدينة، هي خطوة متقدمة تُحسب للوزارة ولوزيرها النشط سمو الأمير بدر.
* *
ولحسن الحظ أن سمو الوزير هو رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلامية، وهو بنفسه من وقَّع وأشرف على ثلاث اتفاقيات ومذكرة تفاهم في المجالات الثقافية والإعلامية والتقنية، وهي المجالات والتخصصات التي ستحتضنها المدينة الإعلامية، وستكون هذه المدينة تحديدًا في عيني الأمير وضمن اهتماماته.
* *
ومن بين ما أُعلن عنه بعد أن تم التوقيع مع شركة علي بابا الصينية، وشبكات العربية والحدث والـ M.B.C، والمجموعة السعودية للأبحاث على بناء مقرات لها بالمدينة، أن مشروع المدينة الإعلامية سوف يشمل قطاعات تؤثر بشكل مباشر على الصناعات الإبداعية المستقبلية.
* *
والمدينة الإعلامية - وفق ما أعلن عنه الأمير - ستكون أيضاً محفزة للإبداع في التقنية والإعلام والثقافة، كما ستكون وجهة متميزة عالمياً ومتعددة اللغات، ومن المتوقع أن يسهم المشروع في الناتج المحلي، ويخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة، ويتسع لأكثر من ألف منشأة.
* *
المشروع سوف يستهدف شبكات وسائل الإعلام في المنطقة، وكبريات منصات التجارة الإلكترونية، وتقنيات الأقمار الصناعية، والهيئات الدولية والإقليمية المتخصصة، والمشاريع الإنتاجية، والواعدة، والهيئات الوطنية المتخصصة في الثقافة، والإعلام، والتقنية، والابتكار، والمعرفة، وهو ما لا يوجد بهذا التنوع في أي مدينة إعلامية أخرى.
* *
وهناك مجالات أخرى ستكون في قلب المدينة الإعلامية، خاصة تلك التي لها تأثير على الصناعة الإبداعية كالنشر، والبودكاست، والأفلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، والإعلان الرقمي، والتعليم الرقمي، والواقع المعزز، وتطوير المحتوى، والتصوير، والتصميم، والأزياء، والإذاعات، والمحطات التلفزيونية، والصحف، وغيرها.
* *
نختم الكلام عن المدينة الإعلامية بما قاله وزير الثقافة سمو الأمير بدر الفرحان عن هذه الطفرة الإعلامية والثقافية والإبداعية الهائلة من أن المشروع بات ضمن سلسلة مشاريع كبيرة تحظى برعاية القيادة الرشيدة للاستفادة من الإمكانات السعودية، وأن المشروع لا يمكن حصره في قطاع بعينه.
* *
يقول الأمير بدر أيضًا، وهو يدشن الخطوات الأولى للمشروع من خلال التوقيع على الاتفاقيات: نحن ذاهبون إلى فضاءات لا محدودة في كل قطاعات المستقبل، والمعرفة، والتقنية، والإعلام، والثقافة، فالهدف - يقول الأمير - أن نكون ضمن أفضل المدن الإبداعية في العالم، وأن المدينة الإعلامية مشروع سيشرع أبوابه لجميع المشاريع الطموحة والجادة والإبداعية.