فهد بن جليد
السباق لحصد الشهرة عبر منصات التواصل الاجتماعي لم يعد حكراً على المراهقين وحدهم، هناك مواقف صادمة نُشاهدها كل يوم (لغير المُراهقين) ممَّن يحلمون باللحاق بركب الشهرة رغم فوات القطار، حتى لو كان ذلك على حساب مواقف ومشاهد سطحية لا تليق بأعمارهم، ولا حتى بالمُجتمع الذي ينتمون إليه، لا أعرف كيف سيتخلص هؤلاء من تبعات الأمر مُستقبلاً حتى لو أصبحوا مشاهير؟ في 2 ديسمبر 2016 كتبت هنا مقالاً بعنوان (تخلص من ماضيك الأسود) حيث يمكن تشبيه تصرفات بعض المراهقين الذين يعبثون عبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم -ممن يبحثون عن الشهرة ولفت الانتباه- بالفنانة التي تقبلُ بأدوار (الإغراء) في بداية مشوارها الفني طمعاً بالشهرة، فمهما حققت من نجاحات لاحقة في حياتها الفنية، ستبقى حبيسة (ماضيها الأسود) ولا يمكن محو تلك الصورة بسهولة، وفي حال خرجت من الوسط الفني بخفي حُنين، فستبقى تلك المَشاهد (علامة سوداء) في حياتها.
لنتحدث بشفافية، بعض المراهقين والمراهقات عبر وسائط التواصل الاجتماعي لا ينظرون لغدهم كـ (آباء وأمهات)، وكيف سيواجهون المستقبل بسبب مقاطع ومشاهد تقودهم للشهرة؟ منصات التواصل الاجتماعي ساهمت في تصدر (مجاهيل الشهرة) ممَّن نجحوا في حصد مُشاهدات ومُتابعين بسبب مقاطع أو تصرفات غير مسؤولة وخاطئة، وهم لا يحملون أي مسؤولية اجتماعية أو حس وطني وأخلاقي بأمانة الكلمة وأهمية عكس صورة حسنة عن المجتمع السعودي، ليعودوا علينا من الباب الآخر مُستشرفين ومنظرين عن قضايا المجتمع دون أن يكون لديهم تجربهم أو فهم أو حتى مؤهل علمي.
لن يستطيع من يقدم محتوى سيئا اليوم التخلص من آثاره غداً، تخيل أنه بعد حوالي ثلاثة عقود على إطلاق الإنترنت والمواقع الإلكترونية تمَكَّن العلماء من إيجاد (حل جزئي) للتخلص فقط من بعض معلوماتك الشخصية المُخزنة، مع استحالة أو صعوبة الوصول لتقنية قادرة على مسح كل ما تصنعه اليوم (بكبسة زر)، وهو ما يوجب الانتباه لخطواتنا الرقمية التي نترك أثرها (بكبسة زر).
وعلى دروب الخير نلتقي.