رمضان جريدي العنزي
حراس الأمن الخاص، رواتبهم قليلة جداً ومتدنية وبلا تأمين طبي ولا مزايا أخرى ولا حوافز ولا بدلات ولا عطل ولا راحة أسبوعية، رواتبهم دائماً تتأخر، ولا يشعرون بالأمان الوظيفي، ومستقبلهم دائماً على كف عفريـت، ومستعدون دائماً لصدمة التسريح في أي لحظة، ودائماً يمارس عليهم سياسة التطفيش والمضايقة، وبعض الشركات الأمنية تتحايل عليهم وتستغل ظروفهم وحاجاتهم للعمل، وبالرغم من ذلك يعملون ساعات طويلة، يحرسون الثروات والمنشآت، ويتعبون من أجل لقمة العيش حد التعب والإعياء، إن هذه الفئة المغلوبة على أمرها بحاجة ماسة إلى وقفة جادة من كافة الجهات المعنية لتحسين وضعها المادي والمعنوي، إنهم بحاجة إلى من يعدل حالهم، ويرأف بهم، ويقدرهم، ويرفعهم للمكانة التي تليق بهم، إننا نعيش اليوم في عالم متسارع، متطلباته باهظة، ومعيشته عالية وغالية، والراتب الحالي الزهيد الذي يعطى لحارس الأمن لا يفي بالحاجة مطلقاً، بل لا يسمن ولا يغني من جوع، إنهم يشتغلون بصمت، ويعانون بصمت، عطفاً على ظروفهم القاسية.
وإن التصدي الحازم من قبل وزارة الداخلية ووزارة العمل والجهات المعنية الأخرى، يعد عملاً مطلوباً لإسعاف هؤلاء وإسعادهم وبما يتوافق مع الأنظمة والقوانين والتشريعات الخاصة بأعمال الأمن الصناعي الخاص.
وأن إنصاف حراس الأمن من جشع بعض تلك الشركات يعيد لهم الثقة بالنفس، ويحسن من أوضاعهم، ويجعلهم يعيشون وأسرهم السعادة والمسرة، ويوقف تحايل بعض الشركات ومخادعتهم، إن إحقاق الحق وتصويب الخطأ، يحتاج إلى حزم وصرامة، وهذا هو ديدن ولاة أمرنا، طريقهم أسلوبهم ونهجهم، حفظهم الله ورعاهم، إن على بعض الشركات الأمنية المقصرة أن تسارع إلى تحسين أوضاع موظفيها حراس الأمن، بما هو حق لهم، وأن تضمن لهم الأمان الوظيفي، وأن تأمنهم وأسرهم طبياً أسوة بغيرهم من الموظفين في القطاعات الأهلية الأخرى، وتبتعد عن مضايقتهم وتطفيشهم والتحايل عليهم، وأن تمنحهم الدورات التدريبية التي تكسبهم المهارة وتنفعهم وذلك بشكل دوري، إن على البعض من هذه الشركات أن تتعامل مع حراس الأمن بتوازن وأمانة وإنسانية واعتدال، بعيداً عن الأساليب المتلونة، والطرق غير الواضحة، حتى تحظى بثقة العاملين معها، وتداعب آمالهم في إنقاذهم من براثن الفاقة والبؤس والعوز والحاجة.