حمد بن عبدالله القاضي
من الثابت اقتصاديًّا أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة هي أحد أركان الاقتصاد المسهم بتوفير فرص العمل.
ومما سرَّني وأنا أزور ملتقى «بيبان الرياض» بنسخته الثانية المتميزة مساء السبت الماضي رؤيتي الحضور الكبير من أبناء وبنات الوطن، والمشاركات الواسعة من الجهات والمؤسسات. كما أبهجني وجود مسؤولي ومنسوبي الهيئة بكل موقع بالملتقي طوال ساعات فتح الملتقى، وهم يحفزون ويتحدثون ويوضحون لرواد الأعمال وللشباب والشابات عن مجالات المشاركة والدخول لميدان الأعمال. وبهذا التفاعل والإقبال المشهودَيْن حقق الملتقى - بتوفيق الله - نجاحًا لافتًا. وقد حظي بمتابعة دقيقة من رئيس مجلس الهيئة د. ماجد القصيبي، ووظّف منسوبو الهيئة من منطلقهم الوطني فكرهم وجهودهم من أجل تحقيق الملتقى أهدافه، يتقدمهم محافظها م. صالح الرشيد، ونوابه، وموظفوها، بروح أسرية جميلة، وفريق عمل واحد.
* * *
هذا الملتقى بأهدافه السامية المنطلقة من رؤية المملكة يستحق كل جهد؛ فقد تم «ليدعم تأسيس ونمو المشاريع الريادية، وعرض برامج مكثفة لتسريع النمو والتوسع بالشركات الريادية والناشئة خلال فترة زمنية محددة، تتيح مزيدًا من الفرص لتطوير الأعمال والخدمات الاستشارية والإرشادية والتوجيهية والتدريبية للشباب الذين يرغبون في ولوج مضمار الاقتصاد الوطني، إضافة إلى تسهيل الحصول على تمويل أو استثمار في المشروع، وكذلك إتاحة الفرص الاستثمارية لرواد الأعمال فيما بينهم».
* * *
كان اللافت والمبهج بملتقى بيبان الرياض المتميز الإقبال المكثف من الشباب والشابات في مشهد غير مألوف عادة بمثل هذه الملتقيات.. فقد كنا نرى ذلك في المنافسات الرياضية ومعارض الكتب وما شابهها؛ وهذا يدل على أن هناك مؤشرًا تنمويًّا مزدهرًا لمستقبل شباب بلادنا واقتصادنا الحر.
وقد أسعدتني تلك الروح الوطنية التي وجدتها في هذا الملتقى من خلال لقائي محافظ الهيئة وبعض نوابه ومنسوبيها، أولئك الذين أخذوا على عاتقهم العمل على تيسير وتذليل العقبات لهذا الملتقى الذي شارك فيه أكثر من 120 شركة سعودية وخليجية، استعرضت تجاربها في عالم ريادة الأعمال أمام زوار ملتقى «بيبان الرياض»؛ «بهدف توفير بيئة محفزة أمام زوار الملتقى وأصحاب المشاريع والأفكار الإبداعية، والإسهام في نشر ثقافة ريادة الأعمال والابتكار، وإبراز إنجازات رواد الأعمال السعوديين والخليجيين، وإيجاد بيئة جاذبة لأصحاب الشركات الناشئة والمستثمرين ورواد ورائدات الأعمال.
كما تنافست الشركات الناشئة فيما بينها لجذب أكبر عدد من الزوار للاطلاع على تجاربها في شتى المجالات دعمًا منهم للمنشآت الصغيرة ورواد الأعمال بإعطائهم الأفكار الصحيحة، ودراساتها، بما يمثل الرؤية الصحيحة المستقبلية لهذه الشركات.
وناقش فيه نخبة من المسؤولين والخبراء وأصحاب المشاريع في قطاع الأعمال التحديات المالية التي يواجهها قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ودور الصناديق الممكنة في دعم ريادة الأعمال، وذلك من خلال جلسات علمية وحوارية».
* * *
تحية للهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة على إنجازاتها المتوالية، وتحية لإدارة «بيبان الرياض» وما قدمته من دعم ملموس من خلال «منشآت» لرواد الأعمال.
ونتطلع لاستمرار مثل هذه الملتقيات لخدمة ونماء وطننا في جميع مناحي الحياة.
وليت مثل هذه الملتقيات الناجحة تزداد أيام إقامتها؛ فهي بُذل فيها جهد عظيم، ويجمل زيادة الوقت؛ لتتمكن أعداد أخرى كبيرة من زيارتها، والاستفادة منها.
ودمت يا وطني متميزًا في العطاء.