عبدالكريم الحمد
الإخفاق مسألة طبيعية، قد يحدث في شتى أمور الحياة، سواء على المستوى الشخصي أو حتى على مستوى المؤسسات بشكل عام، ولكن من غير الطبيعي أن يستمر ذلك الإخفاق سنوات وسنوات دون أن يتخلله نجاح، وخصوصًا أن يتكرر في ذات السياق والهدف حتى يصبح هاجسًا وفشلاً لا مفر منه؛ إذ وصفت الأبحاث العلمية ذلك النمط بـ(رهاب الإخفاق)، وهو خوف غير طبيعي، لا مبرر له، وغالبًا ما يؤدي إلى اتباع أسلوب حياة في حدود ضيقة؛ فتنشأ عدم الرغبة في المحاولة نحو تحقيق النجاح نظرًا لتفاوت الطموح الذي أُنهك بسبب تعدُّد تكرار الفشل.
في مقالتي هذا الأسبوع لستُ شامتًا في أندية ما زالت تبحث عن منجزها الأول على مستوى (دوري أبطال آسيا)، بل أنشد بطلاً سعوديًّا جديدًا، يُضاف إلى الناديَيْن (الهلال والاتحاد) بعد أن حققاها خمس مرات، وأشحذ هممًا بادت واختفت لدى جمهور وإعلام ناديَي الأهلي والنصر، ممثلَينا في النسخة القادمة؛ وذلك لرفع سقف طموحهم الآسيوي بدلاً من التفرغ لرصد عدد بطولات من سبقوهم، والترصد لعثرات محاولاتهم الآسيوية، ثم التقليل من المنجز إن حدث، بعيدين كل البُعد عن النظر في حال أنديتهم التي تملَّكها اليأس والقنوط حتى ولو لمجرد المحاولة لنيل المنجز الآسيوي.
فمنذ موسمين وأندية السعودية تجد دعمًا تاريخيًّا من لدن القيادة الرشيدة ممثلة في الهيئة العامة للرياضة، ليس فقط لإثراء الدوري السعودي، بل أيضًا لينعكس ذلك الدعم والاهتمام على مستوى إنجازات أنديتنا خارجيًّا إقليميًّا وقاريًّا. فمن غير المعقول أن تختزل بعض الأندية وإعلامها طموحاتها بعد ذلك الدعم بالبحث عن منجزات محلية، والتغني بماضٍ لا يغني ولا يسمن من جوع على حساب طموحات وفرحة جماهير شغوفة لتحقيق منجز (دوري أبطال آسيا) أسوة بجيرانها جماهير الهلال والاتحاد.
ففي الموسم الماضي لأول مرة في تاريخ (النصر) حدث التأهل إلى الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال آسيا بنسختها الجديدة بعد ثلاث مشاركات سابقة، ودّع خلالها البطولة مرتين من دور المجموعات، ومرة من دور الـ 16، بينما شارك (الأهلي) في البطولة الآسيوية 9 مشاركات سابقة بالنظام الجديد، ولم يحقق أي لقب قاري في تاريخه، وكانت أبرز مشاركاته في موسم 2012؛ إذ حل وصيفًا بعد خسارته أمام (أولسان) الكوري الجنوبي بثلاثية نظيفة، وخرج في النسخة الماضية من دور الـ 16 على يد شقيقه الهلال. فهل سنرى أحدهما (النصر أو الأهلي) يكسر حاجز الفشل في نسخة 2020، أم مجرد محاولات خجولة يقمعها (رهاب آسيوي) يصعب علاجه!
قبل الختام
قد تستغرق المحاولة 20 سنة ليتحقق النجاح في ليلة أو ضحاها.. ولكن المؤلم أن تستغرق 20 سنة مراقبًا محاولات غيرك.