م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. انطلق العلماء في تعريفهم للحدس من أن هناك شيئًا ما فوق (الصدفة).. وظاهرة قوة الحدس متفق على حقيقتها.. لكن كل الاختلاف على ماهيتها والقوانين التي تسير عليها.. خصوصاً أن العلماء يستبعدون كل تحليل أو تأويل يقوم على التعليلات الغيبية أو الروحية.. فهذه التحليلات لا تنسجم مع القواعد العلمية ولا تؤدي إلى نتائج موضوعية.
2. يعتبر (تشنر) من العلماء المهتمين بموضوع خوارق اللاشعور.. وهو يرى أن العقل الباطن (أو اللاشعور) لديه القدرة على تخطي المسافات المكانية لأنه شيء غير مكاني.. كما يرى أن العقل الواعي يمنع أثناء يقظته وانتباهه الانتفاع بالعقل الباطن الذي يخترق حدود المكان.
3. (سينل) عالم آخر يؤمن بخوارق اللاشعور ويعزوها إلى الحاسة السادسة.. وهي حاسة تمكن الإنسان من إدراك أشياء لا يمكن إدراكها بالحواس الخمس الأخرى.. وهو يرى بأن كل مادة في الكون تبعث ذبذبات أو أمواج أثيرية خاصة لا تدرك إلا بالحدس.. ويعتقد أن موقع قرن الاستشعار لهذه الحاسة السادسة هو النتوء الصنوبري الصغير الموجود أسفل المخ من ناحية النخاع الشوكي.. فهو الذي يستقبل الذبذبات ويتأثر بها.. وأن الحاسة السادسة قوية جداً لدى الأطفال والحيوانات.. لكنه يأخذ في التضاؤل لدى الإنسان كلما أوغل في التمدن والعقلانية المفكرة.. حتى تكاد اليوم أن تندثر إلا لدى بعض الأفراد كسمة خارقة.. وهو يرى أن مخ الإنسان يمكن أن يعمل كجهاز لاسلكي يستقبل ويرسل موجات أثيرية غير منظورة أو مسموعة إلى الحواس الخمس الأخرى.
4. كما يربط هؤلاء العلماء الحاسة السادسة بالحظ.. فالشخص الذي يملك جهاز إرسال واستقبال قوي يستطيع أن يؤثر في الناس ويوجههم.. من هنا تبرز ظاهرة الحظ لدى البعض وضعفها لدى آخرين.. فإذا كان صاحب الحظ الجيد لديه قدرة أكبر على الإرسال والاستقبال الأثيري.. فإن صاحب الحظ السيء يواجه مشكلة أنه كلما أراد شيئاً أو سعى في أمر ما يفشل وتصادمه الظروف.. والعلماء يعزون ذلك لضعف حاسته السادسة ولأمر آخر هو تضارب الخيال مع الإرادة.. فحينما يتصادمان ينتصر الخيال.. والذي يؤمن أن حظه سيئاً وجرب الفشل كثيراً فقد أصبحت صورة الفشل ثابتة في خيالهم.. وهنا تتحقق القاعدة في انتصار الخيال على الإرادة متى ما تصادما.
5. أما العلماء الذين يفسرون قدرة الحاسة السادسة على قراءة المستقبل.. فهم يرون أن الزمان ثابت واقف ونحن الذين نسير عليه.. تماماً مثل راكب القطار أو السيارة حينما تسير.. فهو يحس أن الأماكن تتحرك وهو ثابت في مكانه.. وبذلك فهم يرون أن المستقبل ثابت ونحن الذين نذهب إليه.. فهو موجود هناك في مكانه ينتظرنا.. وبذلك فإن الإنسان يستطيع أن يصل إليه ذهنياً ويطلع على محتواه إذا كان لديه إحساس خارق.