سعيد الجابر
لا يأبه العظماء من طرح المقارنات السياسية أياً كانت، وذلك لأنهم يعلمون أن المقارنة أقصر طريق لتبيان الحقيقة والواقع، في حين يتمرّد المتقوقع خلف أجندته أو خُبث فعله أو نواياه غير النبيلة تجاه الغير فالأفعال مرآة النوايا، والعاقل من يستدل بالوقائع.
المقارنة مدرسة سياسية باتت الأنجح في تعزيز الصورة الذهنية، والدول العظمى هي برأيي التي تنتهج المقارنة في دراسة الظاهرة وتبيانها بالطرق التي تُبرز أوجه الشبه والاختلاف فيما بين ظاهرتين أو أكثر، ويعتمد المحلّل السياسي من خلال ذلك على مجموعة من الخطوات من أجل الوصول إلى الحقيقة العلمية المتعلقة بالظاهرة المدروسة.
استحضار الإجابات عن الأسئلة المُلغمة التي يطرحها دُهاة الصحفيين عن طريق المقارنة «دبلوماسية» لا تجدها في الكثير من المحللين السياسيين إلّا ما ندر، ولكن حين تابعت لقاء نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مؤخراً على موقع VICE، شعرت أن أي موسوعة يؤلفها كُتّاب الأرض ممكن أن تختزلها المقارنة بين نظريتين أو دولتين أو شعبين أياً كان محل وجودهم.
مقارنات شهدها هذا الحوار المُلهِم وشملت السعودية وأميركا ، خطر مليشيا الحوثي على السعودية وخطر فيتنام على واشنطن، الشعب السعودي والشعب الإيراني، وما هو حال السعودية وإيران، بل إنك حين ترغب في معرفة المقارنات الواقعية بلغة بيضاء بسيطة عليك بمتابعة ذلك الحوار المُلهم.
رداً على سؤال حول إيران والسعودية محوره «الشباب» ولماذا طموحاتهم تختلف بين البلدين، كانت المقارنة حاضرة عند الأمير السعودي الشاب فأكّد أنه في السعودية يتم وضع المتطرفين في السجون ليحاكمون ضمن النظام، بينما في إيران فإن المتطرفين هم الذين يحكمون!
وفي مقارنة أخرى أشار الأمير خالد بن سلمان إلى أن السعودية لديها رؤية 2030 التي تحركنا للأمام، وفي المقابل إيران لديها خطة 1979 التي تريد إعادة السعودية والمنطقة بأسرها إلى الخلف.
إذن، السياسة السعودية لديها خارطة طريق واضحة وجليّة لكل من فنّد برامج ومبادرات الرؤية المُلهمة للمملكة 2030 التي ستكون «بإذن الله» كتاب أسلوب للساسة وقادة الدول التي تعمل على بناء الإنسان والمكان. لذلك أعتقد أن عقلاء السياسة المُدركون لحديث الأمير خالد بن سلمان مؤخراً سينتابهم نوعا من التأييد لرأيه حتى لو لم يقتنعوا به، ولكن الرسالة وصلت والعاقل خصيم نفسه!