عبدالله العمري
كشف الميركاتو الشتوي للكرة السعودية الذي أُغلق قبل أيام قليلة الحال السيئة التي تعيشها الكرة السعودية على مستوى غياب اللاعبين المميزين، وندرتهم في الوقت الحالي. وقد كشفت التعاقدات الأخيرة التي أبرمتها جميع الأندية ذلك من خلال التعاقد مع لاعبين مبتعدين منذ سوات عن ممارسة الكرة، أو بالتعاقد مع لاعبين مستهلكين، لم يثبتوا أي نجاح لهم مع جميع الأندية الكثيرة التي مثلوها في أوقات سابقة.
النصر هو النادي الوحيد تقريبًا الذي نجح في الميركاتو الشتوي من خلال إبرام صفقات مدروسة، ومع لاعبين يعدون مستقبل الكرة السعودية، مثل عبدالمجيد الصليهم القادم من نادي الشباب، وكذلك لاعب القادسية ولاعب منتخبنا الأولمبي خالد الغنام الذي يُعد واحدًا من أبرز الوجوه الشابة القادمة للكرة السعودية، وسيكون صفقة ناجحة للنصر بشرط أن يحافظ على نفسه، ويطور من موهبته التي يمتلكها.
ما حدث في الميركاتو الشتوي هذا الموسم هو إنذار خطير بأن الكرة السعودية ستعاني كثيرًا في المستقبل من غياب واندثار المواهب؛ فأندية دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وبسبب وجود سبعة لاعبين أجانب، أصبحت لا تهتم كثيرًا بمنح الفرصة للاعبين الشباب والصغار، وأصبح تركيزها البحث عن بعض لاعبي الخبرة من أجل الاستفادة منهم كلاعبين بدلاء فقط، تستفيد منهم في أوقات محددة في بعض المباريات.
فمثل هذه التعاقدات غير المدروسة وغير المقننة مع أسماء مستهلكة وشبه منتهية كرويًّا فيها هدر مالي كبير جدًّا، والمتضرر هو خزائن الأندية. وبعض رؤساء الأندية لا يعي خطورة مثل هذه التعاقدات على ناديه مستقبلاً.
العشوائية والتخبُّط اللذان يحدثان في فترتَي التسجيل للأندية السعودية في كل موسم المستفيد الأكبر منهما بعض اللاعبين المستهلكين الذين لا طموح لديهم سوى التنقل في كل موسم بين الأندية دون أن يقدِّموا أي إضافة فنية للفريق الذي ينتقلون لديه؛ فهم يفكرون بالعائد المادي الذي سيحصلون عليه دون الاكتراث بتطوير أنفسهم فنيًّا، وخدمة ناديهم.
الاتحاد السعودي لكرة القدم مطالَب بأن يدرس هذه الظاهرة السلبية من جوانبها كافة، وأن يضع حلولاً وضوابط صارمة، تحدُّ من كثرة تنقُّل بعض اللاعبين المستهلكين بين الأندية الذين لن يضيفوا أي شيء للنادي وللكرة السعودية سوى هدر مالي كبير، وحرمان اللاعبين الصغار من فرصة المشاركة مع الأندية؛ لذا يجب حث الأندية على ضرورة منح فرصة المشاركة للاعبين الصاعدين حديثًا من درجة الشباب من خلال منح حوافز مالية كبيرة للأندية التي تمنح الفرصة للاعبين الصغار عن طريق مشروع استراتيجية دعم للأندية الذي أعلن بداية الموسم؛ لكي نضمن استمرارية مشاركة اللاعبين الصغار، والمحافظة على هذه المواهب المهمة للكرة السعودية في المستقبل.