صالح بن عبدالكريم المرزوقي
الشيخ محمد العبودي -حفظه الله- وأمد في عمره باحث ورحالة، له الكثير من الكتب خصوصاً في أدب الرحلات، فقد جاب الأقطار وألَّف الكثير في هذا المضمار، كما أن له اهتمامات متعددة حيث ألَّف في الأنساب والأسر، فأصدر معجم «أسر بريدة» وتلاه معجم «أسر عنيزة»، وهو ما نحن بصدده. والحقيقة أن الشيخ مع حرصه واهتمامه في سبيل إصدار هذا المعجم إلا أنه لم يجد الصدى المأمول مما تسبب في عدم انتشاره.
وأعتقد أن مرد ذلك يرجع إلى أمور عدة لعلنا نوجزها، ونقول إن من أهم الأسباب أن المعجم حفل من الأخطاء والخلط إضافة إلى الحشو والتكرار مما تسبب في زيادة أجزائه، فأكثره منقول من كتب ومخطوطات مثل ابن عيسى وابن بشر والشيخ عبدالله البسام ومقبل الذكير والشيخ صالح القاضي وحفيده محمد وابن عبيّد، وكذلك من الدواوين الشعرية، خصوصاً العامي.
الأمر الآخر أنه قد بالغ في ذكر بعض الأسر وكذلك بعض الأشخاص، بل إنه أفرد للبعض صفحات تتراوح ما بين العشرين والسبعين صفحة ليتحول بعض فصوله إلى سير ذاتية ودواوين شعرية، وهذا ربما لا يهم القارئ والباحث، وفي المقابل نجد أنه قد أغفل بعضًا من الشخصيات البارزة في المجتمع والبعض منهم لم يذكره سوى بسطر أو سطرين، كما أنه على ما يبدو قد اعتمد على ذاكرته إضافة إلى اعتماده على أشخاص لا يتجاوزون أصابع اليد لإمداده ببعض المعلومات التي ربما كانت خاصة بأسرهم فقط، وهذا لا يكفي لإصدار معجم عن مدينة بحجم عنيزة بأرثها التاريخي وحجمها المكاني والسكاني، فكان لا بد من بذل الجهد وتنويع مصادر البحث وتوسيع دائرتها، وهنا سوف نرصد بعضًا مما اعتراه من خلل وقصور وباقتضاب وذلك على سبيل المثال لا الحصر...
فمن الشخصيات التي أغفلها نذكر التالي:-
1- حينما ذكر أسرة السويل أغفل محمد وحمد أبناء سليمان، وهما غنيان عن التعريف، فمحمد من أوائل رجال الأعمال، أنشأ ملعب السويل في عنيزة الذي آل لرعاية الشباب فيما بعد، وهو مقر النادي العربي حالياً، كما أنشأ فندق الواحة وشركة الوادي وغيرهما، أما حمد فعمل في التعليم والزراعة ورئيسًا لبلديتي المجمعة وينبع واستقر في جدة يدير أعماله الخاصة. وكذلك أورد أسرة العوهلي وأغفل أهم شخصية في الأسرة وهو الفريق حمد رئيس الحرس الملكي سابقاً، ومثل ذلك ذكر أسرة الصولي حيث لم يذكر اللواء عبد العزيز مدير شرطة مكة سابقًا. كما ذكر أسرة النهابي ولم يذكر عبدالله وهو شخصية بارزة في زمن العقيلات كان يتنقل بين العراق والشام ونال شهرة واسعة آنذاك حيث حاز لقب (الباشا)، وكذلك شقيقه عبدالرحمن الذي كان يملك مزرعة في مدينة يافا بفلسطين ثم ذهب إلى الأردن بعد حرب 48م وتوفي هناك.
2- ذكر أسرة المرزوقي وأغفل حمد المحمد النجاب الخاص لأمراء عنيزة السابقين عبدالله اليحيى وزامل العبدالله، حيث كان ينقل رسائلهم لفيصل بن تركي وابنه عبدالله الفيصل إبان الصراع في نجد، وقد ورد ذكره في القصائد التي قيلت على لسان عبدالله اليحيا وزامل العبد الله والتي أوردها المعجم، كما ذكره الأستاذ والمؤرخ عبدالرحمن البطحي في ملحمته التاريخية عن عنيزة. كما أغفل حمد العبدالله وهو من أشهر مضمري الخيول في مصر والذي كان يملك إسطبلاً بالمطرية في زمن العقيلات، وكان له حضور لافت في ميادين السباقات في مصر. كما ذكر أسرة الحسون ولم يذكر منهم سوى ثلاثة أشخاص أحدهم (إبراهيم) صاحب المذكرات ومع أنه عرج على المذكرات إلا أنه أغفل شقيقه (عبدالله) الذي حظي بما يقارب الثلث تقريباً من تلك المذكرات والذي كان يدير الكنداسة في جدة قديمًا ويعد من أثريائها، كما أغفل عبدالله العلي مدير جمرك ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام سابقًا.
3- ذكر أسرة الرحياني ولم يذكر منهم سوى يحيا وأغفل والده صالح وهو من أشهر الحلاقين في عنيزة في زمنه، كما أغفل بقية أسرة الرحياني وفيهم أكاديميون مثل الدكتور سليمان عميد كلية المجتمع بعنيزة سابقًا. كذلك عندما ذكر أسرة العريفي لم يذكر منهم سوى عبد الرحمن حيث قال إنه يعمل مدرسًا في الرياض، وأغفل والده محمد الذي عُرف بالكرم والشجاعة والذي شارك في معركة السبلة، كما أغفل بقية الأسرة. وذكر أسرة العايد ولم يذكر سوى شخص من هذه الأسرة، وقال يرجعون للبدارين من حرب.!! قلت العايد في عنيزة من الوهبة من تميم وهم أسر عدة قدموا من الرس قديمًا ويطلق عليهم لقب (الرسي). وأورد أسرة الجبالي ولم يذكر سوى (جباله) حيث قال توفيت عام 1405هـ في حادث، والصحيح أن وفاتها طبيعية عام 1412هـ، وسترد معنا لاحقًا.
هذا نموذج مختصر لمن أغفلهم علمًا بأني لم أتمعن بالمعجم جيدًا، أما من ذكرهم باقتضاب بما لا يتجاوز السطر أو نحوه فنذكر منهم:
1- حمد البادي، ذكر أنه من أوائل من عملوا بالجيش فقط، والحقيقة أنه من كبار الضباط في زمنه، وقد افتتح المدرسة العسكرية بعنيزة وأصبح مديراً لها حتى إغلاقها ثم قائدًا لمنطقة الخرج العسكرية، فمديراً للمصانع الحربية، وهو من الشخصيات البارزة.
ومثله حمد الهندي ترجم له بكلمتين فقط، حيث قال ضابط كبير فقط، علمًا بأنه من الضباط البارزين في تلك الحقبة، تولى مناصب عدة حتى وصل إلى رتبة لواء، وكان قائدًا لمنطقة الطائف العسكرية. كما ذكر حمد الطعيمي وقال إنه انتقل إلى أبها للتجارة، والواقع أنه من الشخصيات المرموقة في منطقة الجنوب وله شعبية واسعة هناك، فمن ضمن الحفلات التي أقيمت في تلك المنطقة على شرف الملك سعود آنذاك كان له نصيب منها، وقد أحضر فرقةً شعبية من أبناء عنيزة المقيمين في الحجاز حيث شاركوا في العرضة النجدية في ذلك الاحتفال، ولما له من حظوة يقول أحد شعراء العرضة الجنوبية»:
لا سلم رأس الطعيمي سدنا
والطعيمي من عنيزه ومعروف
فتردد الصفوف ذلك البيت من خلفه.
2- ترجم لصالح العباد رئيس ديوان مجلس الوزراء في عهد الملك فيصل بما لا يتجاوز الثلاثة أسطر بينما أفرد لبعض الأفراد من عامة المجتمع صفحات قد تصل إلى العشرين،
أما الخلط في الأسر فيظهر جليًا في المعجم نستعرض بعضًا منها:
1- ذكر أسرة العبيدان وقال وهم العبيدان الجاهلي، حيث خلط بين أسرة (عبيدان الجاهل) وهو من السهول وبين (الجاهلي) وهي أسرة لا علاقة لها بالجاهل. وقد ذكر أنه لا يعرف من السهول في عنيزة سوى (حمد)، وقد فاته بأن عبيدان شقيق لحمد إضافة إلى ذلك هناك سعود السهلي كان صاحب محل مفروشات في عنيزة وله مزرعة قرب العوشزية، وكذلك سيف السهلي كان يسكن الحلة وما زالت أسرته في عنيزة. كما ذكر أسرة العامر وقال من الظفير ومنهم الدكتور يوسف بن أحمد العامر، وهذا من الخلط، فالدكتور يوسف من أسرة الرميح العجمان وليس من العامر الظفير.
2- ذكر أسرة الجبري وقال إن بعضهم يعملون لدى الإمارة ومنهم من يعمل بالزراعة والبيوت المحمية وهم محمد الجبري وإخوانه، وقد خلط بين أسرة الجبري أصحاب البيوت المحمية الذين قدموا من المذنب قديمًا وبين أسرة الشحيتان من أهل عنيزة القدماء الذين منهم بعض رجال الإمارة وفيهم من يحمل اسم الجبري نسبة لجدهم جبري الشحيتان، كما أن هناك من يسمون الجبري من أسرة الجبيلان.
3- ذكر أسرة الصهمدة وقال أسرة صغيرة بحارة أم حمار ومنهم (محمد أبو هبيبة)، ولا أدري من أين أتى بهذه المعلومة، فالصهمدة لقب لجد الجوهر أصحاب المزرعة الواقعة بالجو شرق عنيزة وأبو هبيبة أيضاً لقب لشخص آخر لا علاقة له بلقب الصهمدة، وكلاهما من أسرة الجوهر التي يتفرع منها أسر عدة، وسوف أتوقف هنا لأذكر أنه يورد الأسر بألقابها لا بأسمائها، وهذا ما سار عليه في المعجم فيقول أسرة (القرارة) متفرعة من الخليفي، علماً بأن اللقب لشخص من الأسرة وهو (محمد) الذي نال شهرة في مجال عمله فاشتهر بهذا اللقب. ومثلها قوله أسرة (النظيري)، والمعروف أنه لقب لشخص من النفيسة اسمه (علي). ويقول أيضاً أسرة (القعيس)، وليس هناك أسرة تحمل هذا الاسم وإنما (قعيس) لقب يطلق على أبو بدر المدالله صاحب النكتة والشخصية المرحة، وكذلك قوله (السديس)، فلا يوجد أسرة بهذا المسمى وإنما لقب لشخص من أسرة العليان يقال له (أبو سديس) بكسر السين والدال، والألقاب التي وضعها أسماء للأسر كثيرة مثل المحيلاني، الغندور، العمدان، السمين، العكوم، المبعض، المبلش، السلوكان، الحدب وغيرها. والغريب قوله - أننا لا نرغب أن نلقب أحدًا ولكن اضطررنا إلى ذلك لأنه لا يوجد اسم نعرفه لهذه الأسرة غير هذا - في إشارة لإحدى الأسر، علمًا بأن كل من لقبهم ذكر أسماء أسرهم الحقيقية.
ومن التفريق بين الأسرة الواحدة قوله أسرة (العيد) قدموا من عيون الجواء ويقال لهم (القري) ومنهم الشاعر علي القري، ثم يعود ليقول أسرة (العيد) من أهل عنيزة القدماء ومنهم (علي بن عيد) كان دلالاً في سوق عنيزة، والحقيقة أنهم أسرة واحدة وجدهم واحد قدموا من عيون الجواء. ومثلها قوله (العبيد) منهم علي كان فلاحًا في الخندق وزوجته (جبيلانه) لها دكان وتعالج المرضى، ثم يعود ويقول (العبيد) من القرزعي منهم سليمان ومنهم حمد وأمه (جباله) ومن أملاكهم الخريجية، قلت هم أسرة واحدة وعلي لم يكن فلاحًا في الخندق وإنما بالخريجية وزوجته جباله المذكورة آنفًا وليست جبيلانه من الجبيلان وأبناؤه سليمان وحمد والخريجية ملك للتركي وليست من أملاكهم.
ومن الأخطاء التي في المعجم قوله:
1- أسرة العبدينة ومنهم (محمد) كان صاحب دكان بالمسوكف وقد مات ولم يخلف ذكورًا، وهذا خطأ فاسمه (إبراهيم) وقد خلّف (علي) الذي اشتهر بعذوبة الصوت وكان من أشهر عازفي الربابة في زمنه. كما ذكر أسرة (العضيله) وقال منهم سعود وبدر، والواقع أن المسمى لفخذ من مطير وهم العضيلات وقد استوطن عدد منهم في مدينة عنيزة. كما ذكر أسرة (الحريِّص) بتشديد الياء المكسورة وقال منهم العمدة حمد الحريص ولم يذكر غيره، علمًا بأن الحرصان من مطير أيضاً وهم أسر عدة، وقد استوطنوا عنيزة قديمًا. وكذلك أورد أسرة العصيمي وقال ومنهم (محمد بن دخيل)، وهذا غير صحيح فمحمد هذا جاء إلى عنيزة مديراً لمركز الخدمة الاجتماعية ثم غادرها بعد انتهاء مهمته، أما أسرة العصيمي الموجودة فأسرة (منير بن ماطر) الذي كان مديراً للهاتف في عنيزة.
2- ذكر أسرة السلمان وقال ومنهم (محمد بن صالح) تنقل بين المنطقة الشرقية والرياض واستقر به المقام في عنيزة، وهذا ينطبق على (محمد البراهيم)، أما محمد الصالح فكان في الرياض من كبار موظفي الحرس الوطني حيث كان مديرًا عاماً للمستودعات ثم أصبح مستشاراً. كما ذكر سعد العبد العزيز السليم وقال إنه من مواليد -1343 هـ ثم أورد قصة برواية سعد يقول فيها إنه في عام 1356هـ زاره الشاعر سليمان ابن شريم وكان سعد متزوجًا حديثاً إلى آخر القصة، فكيف يكون وهو في الثالثة عشرة من عمره متزوجًا وصديقًا لابن شريم.
ومن التكرار أنه يعيد الأسرة مرتين حسب الحروف، فمثلاً يذكر أسرة (الرمخ) في حرف الراء ويعيد ذكرهم (المحفوظ) في حرف الميم، ومثلهم (العبد المنعم) حيث يوردهم (المساعد) وفي موقع آخر يذكرهم العبد المنعم، وكذلك (الحماد) ويعيد ذكرهم (العبدلي)، ومثلهم كثير فيذكر (الخويطر) ويعيدهم (السعد)، وكذلك (الزيد) ويكررهم (الفره)، ومثلهم (العبود، السعيد) (العباد، الحرابي) (التركي، العمر) (العيسى، العطاالله)، وهكذا يكرر الأسر حسب الحروف.
أما التكرار في التراجم، فقد ترجم للشيخ ابن عايض مرتين، والشيخ عبد الله العوهلي مرتين، وترجم لمحمد الحمد العمري مرتين، وخلط بينه وبين محمد العمر العمري حينما أدرج مرثية في محمد العمر ضمن ترجمة محمد الحمد. كما ترجم للشيخ سليمان العمري مرتين فقال في الأولى إنه تعين إماماً لمسجد القاع في عام 1337هـ، وفي الثانية قال إنه تعين عام 1342هـ، والصحيح الأولى. وترجم للشيخ ابن عضيب ثلاث مرات الأولى لم يذكر ولادته، وفي الثانية قال ولد عام 1017هـ والثالثة ولد عام 1070هـ.
وترجم للشيخ سليمان السحيمي ثلاث مرات بكلام مكرر. ومثله ترجم للشيخ علي السالم ثلاث مرات وبالطريقة نفسها. كما ترجم للشيخ عبدالرحمن الفوزان أربع مرات. وكذلك ترجم للشيخ إبراهيم الغرير أربع مرات. كما ترجم لمحمد بن عبدالله بن حميد ثلاث مرات. أما ترجمته لأسرة المانع فستدخلك في متاهة لتكرارها وتداخلها، فقد ترجم للشيخ محمد بن عبدالعزيز أربع مرات وثلاث مرات لعبدالله بن محمد ومرتين لعبدالعزيز بن محمد ومثلها لمحمد بن عبدالله، إضافة إلى عبدالرحمن بن عبدالله وعبدالرحمن بن محمد. كما ترجم للأستاذ محمد العمير وقال إنه أسس الجمعية الخيرية عام 1366هـ وتوفي عام 1426هـ، ثم عاد وقال كان مدرسًا بالثانوية وتولى رئاسة الخيرية وتوفي عام 1327هـ، والثالثة قال تولى التدريس بالثانوية وتوفي عام 1423هـ. وترجم لسليمان ابن سيف مرتين، في الأولى قال إنه كان وكيلاً لابن سليمان في عنيزة، ثم عاد وقال ومنهم سليمان ابن سيف يقال إنه أول من أحضر الراديو إلى عنيزة.
أورد في المعجم بعض القصص التي بعضها حقيقة وبعضها من الخيال، ومنها القصة التي ذكرها عن إحدى الأسر وهي في الحقيقة تسيء إلى تلك الأسرة حتى وإن كانت صحيحة فما بالك إن كانت من نسج الخيال، أما القصة التي ذكرها عن (حمد الصالحي وعلي الزنيدي) فهي محرفة وتختلف تفاصيلها كليًا عما ورد في المعجم، وقد سمعتها من أحد الأطراف وكان من الواجب عدم ذكر مثل تلك القصص دون التثبت من صحتها ومعرفة تفاصيلها، والمثل يقول (وما آفة الأخبار إلا رواتها).
كما أنه ذكر عدداً من الأسر لا علاقة لهم بمدينة عنيزة سوى بعض المعاملات التجارية التي كانت تتم عن طريق المداينات، وهذا ما بنى عليه، مثل أسرة الجعولي، الرخيص، البطاح، المذعور، المخيزن، السفاح، الحصن، الحلاج. ومن المعروف أن مدينة عنيزة كانت مركزًا تجاريًا وماليًا، وكثيراً من أبناء المدن المجاورة كانوا يقترضون من تجارها خصوصاً المزارعين.
هذه قراءة سريعة ومختصرة لما ورد في المعجم من أخطاء، والغريب أنه بالرغم من الأخطاء المتراكمة التي وقع فيها إلا أننا نجد أنه قد انتقد علَّامة الجزيرة حمد الجاسر حينما قال «تجدر الإشارة إلى الخطأ الذي ارتكبه الشيخ حمد الجاسر في جمهرة أنساب الأسر المتحضرة حينما قال (الوزان) في الزلفي وبريدة وعنيزة ثلاث أسر مختلفة، وأخطأ في نسبة بعضهم إلى شمر رغم أنهم أسرة واحدة».. انتهى كلامه. أما ما ذكره عن الراوية (الربيعي) خلال ترجمته للغصاص من أنه نقل بعض قصائد ابن صغير ونسبها للغصاص، فهذا يحتاج إلى موضوع مستقل لتفنيد تلك المزاعم.
عمومًا من المؤكد أن الشيخ لم يراجع المعجم ولم يعطه الاهتمام الكافي، ولو تمت مراجعته لما تراكمت مثل تلك الأخطاء التي لا يمكن أن تمر على باحث بمكانة الشيخ العبودي، ولكن يبدو أنه اعتمد على غيره في هذا الشأن مما أوقعه في مثل تلك الأخطاء التي أقل ما يقال أنها أخطاء بدائية.