فهد بن جليد
نحن لا نعرف متى نأكل؟ ولا ماذا نأكل؟ ولا حتى كيف نأكل؟ (نحن السابقة دون تعميم بالطبع) المقصود منها أنَّ سلوك مُعظمنا في تناول الطعام خاطئ، الأمر له ارتباط بالتعليم التغذوي -حدثتكم عنه في ديسمبر الماضي- وكيف أنَّ مُعدلات السمنة والصحة مُرتبطة بالتعليم والتربية التغذوية، هذا العلم ظل بعيداً عن مناهجنا وسلوكنا التربوي لسنوات طويلة، وها نحن اليوم ندفع ثمن تجاهله، وأرجو ألاَّ نتأخر أكثر من ذلك حتى لا نحتاج إلى مُضاعفة الجهد أكثر وأكثر في قادم الأيام، فهناك قصور مجتمعي في التوعية بأهمية التغذية الصحيحة والممارسة التغذوية في حياتنا، فمن الواضح أنَّنا لا نفعل ما يجب حيال ذلك بشكل جاد، فمتى نتدارك مثل هذا القصور لتوعية الطلاب والطالبات في المدارس وفي هذا (السن المبكر) من حياتهم؟ مع تنامي نسب السُمنة بين الأطفال في المجتمع السعودي التي تصل إلى 60 في المائة في بعض الدراسات نتيجة العادات الغذائية الخاطئة التي تُكافح بطرق وإستراتيجيات غير مفيدة وغير فاعلة.
الكروش ارتبطت سابقاً بكثرة القروش، ولكنها اليوم مرتبطة أكثر بسوء التغذية، خصوصاً مع سمنة عامة الناس العاديين وحرص أصحاب الأموال والتجار على مزاولة الرياضة ومداومة تخفيف الوزن، مع الحرص على الغذاء المتوازن، الآية اختلفت بين نوعية طعام الأغنياء وفاحشي الثراء المتواضع والصحي، وبين طعام الناس العاديين (المستورين) الذي سمته المشمَّر والمحمَّر والدسم، هذا التغير يستحق المراجعة والتأمل بالفعل.
أصحاب الكروش في مجتمعنا يتعاقدون غالباً مع (الشاي الأخضر) بعد كل وجبة، لشعورهم بالذنب جراء ما اقترفوه من إفراط في تناول الطعام والتعامل معه (كمتعة) وليس (كحاجة) وكفاية، مع الاكتفاء بمُمارسة الرياضة اللفظية فقط أو بالمشاهدة عبر شاشة التلفزيون، ومن يصر منهم على المشي بعد الغداء أو العشاء، قد يشعر بالجوع ليتناول وجبات (خفيفة) بعد هذا المجهود، وكأنك (يا أبو زيد) ما غزيت.
وعلى دروب الخير نلتقي.