عمرو أبوالعطا
نعيش على هذا الكوكب بكثافة سكانية أكبر من أي وقت مضى، إذ يبلغ عدد سكان العالم حالياً 7.7 مليار نسمة، وهذا الرقم في تصاعد مستمر. ونحن نعيش أقرب فأقرب إلى بعضنا البعض، وكلما زاد عدد الأشخاص في مساحات صغيرة ارتفع خطر التعرض لمسببات الأمراض التي تسبب المرض.
وتعتبر فيروسات كورونا هي زمرة واسعة من الفيروسات تشمل فيروسات يمكن أن تتسبب في مجموعة من الاعتلالات في البشر، تتراوح ما بين نزلة البرد العادية وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة. كما أن الفيروسات من هذه الزمرة تتسبب في عدد من الأمراض الحيوانية.
تم اكتشاف فيروس كورونا في ستينيّات القرن الماضي، وهو أحد الفيروسات الخطيرة التي تهاجم الجهازَ التنفسيّ وسُمّي بهذا الاسم لأن شكله يشبه التاج، وينتمي إلى مجموعة الفيروسات التاجيّة (الإكليلية) التي تُعَدُّ غيرَ خطيرة، وتسبّبُ بالعادة أعراضَ الرشح البسيطة، ومع ذلك بعض أنواعها خطيرة، فقد قتلت أكثر من 475 شخصاً من الشرق الأوسط بمتلازمة الالتهاب الرئويّ للشرق الأوسط، التي ظهرتْ للمرّة الأولى في عام 2012، وقبل ذلك عام 2003 انتشر نوعٌ آخر من هذه العائلة، وقضى على عددٍ من المرضى، وسمّي في ذالك الوقت «السّارس» أي المتلازمة التنفسيّة الحادّة الوخيمة.
يتم تشخيص المرض بناءً على الأعراض والفحوصات المخبريّة التي تقومُ على الكشف عن الفيروس في اللعاب، إضافة إلى بعض الصور الإشعاعيّة للتأكّد من قوّة الإصابة ومدى الالتهاب، أمّا من الناحية العلاجيّة فلا يوجدُ علاج محدّد لهذا الفيروس، ويعتمدُ تكاثر هذا الفيروس على مناعة الجسم، حيث يستطيعُ جهاز المناعة القويّ بطرد هذه الفيروسات، ويبقى الشخص الكبير في السنّ المصاب بالأمراض المزمنة هو الأكثر عرضةً لتفشّي أعراض هذا الفيروس، كما تُستعمل الأدوية الخاصّة بالإنفلونزا والمضادّات الحيويّة، ومسكنات الألم في التخفيف من أعراض الإصابة بالفيروس، ويجبُ على المصاب شربُ كميّات من السوائل لتخفيض درجة الحرارة، وأخذ الفيتامينات التي تساعدُ على تقوية جهاز المناعة، إضافة إلى تجنّب التدخين والمدخنين.
أغلب الطفرات والسلاسل الجديدة للفيروسات تحدث في بلدان شرق آسيا - بسبب الكثافة السكانية وتعاملهم المباشر مع العديد من أنواع الحيوانات.
إضافة إلى الأجواء الباردة حيث تزيد قدرة الفيروس على البقاء على قيد الحياة خارج جسم المعيل إلى 28 يومًا، هذا الكلام يدعّم نظرية أن السبب في انتشار السلالات الجديدة هو الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة والمعيلة، من خلال الجهاز التنفسّي وبسبب قلّة النظافة العامة والممارسات الصحيّة الصحيحة من خلال غسل الأيدي باستمرار وتنظيف أدوات وأسطح تحضير الطعام.
تسارعت وتيرة انتشار فيروس كورونا في الصين، وبدأ ينتقل إلى دول أخرى، ما سيلقي بظلاله أيضاً على أسواق المال والاقتصادات العالمية بشكل عام، والصينية بشكل خاص.
ومن المفترض أن تتأثر الاقتصادات بقوة بانتشار «كورونا» الذي يقيد حركة وحرية السفر والتجارة بين البلدان، ويرفع الإنفاق على العملية الاحترازية للحد من انتشاره، وفي حال تفاقمه بشكل قوي قد يؤثر على النمو الاقتصادي والطلب العالمي على النفط.
والمخاوف المتعلقة بانتشار الفيروس لا يمتد أثرها على الأسواق فقط، ولكن إلى معنويات المستثمرين من الأساس، وهو ما قد يؤدي إلى توجههم نحو الأصول الآمنة على غرار الذهب التي ينظر إليها كملاذ آمن للتحوط في أوقات الأزمات.
وقد يحدث هبوط حاد بالأسواق في أوقات تفشي الأوبئة على غرار ما حدث في عام 2003، حينما تفشى فيروس سارس القاتل، الذي أودى بحياة نحو 800 شخص في الصين، وأدى إلى انكماش الناتج المحلي للبلاد بنحو 5%.
ومنذ الإعلان عن اكتشاف الفيروس الأسبوع الماضي، لم تتراجع أسواق الأسهم والسلع بالصين فقط، بل امتد أثرها إلى الأسواق الآسيوية والأميركية، على حد سواء. وتراجع الخميس الفائت، مؤشر شنغهاي بنحو 3 %.
لا يوجد أمصال مضادة للفيروس المكتشف حديثًا ولا أدوية للعلاج منه، لكن العمل على تطوير أمصال وأدوية لفيروس كورونا الجديد يجري في الوقت الراهن على قدم وساق. وتنعقد الآمال على الأبحاث التي أُجريت لتطوير مصل مضاد لفيروس ميرس، في أن تكون المهمة أسهل، كما تجرب المستشفيات مضادات الفيروسات المتوافرة بالفعل لمعرفة ما إذا كان أي منها يمكنه علاج هذا الفيروس.
لكن يُنصح باتّباع التعليمات التالية لحماية نفسك وأسرتك من مرض كورونا:
1- غسل اليدين جيدًا وباستمرار بالماء والصابون أو المواد المطهّرة الأخرى، خصوصاً بعد السعال أو العطس، واستخدام دورات المياه، وقبل وبعد التعامل مع الأطعمة وإعدادها.
2- استخدام المناديل الورقية عند السعال أو العطس وتغطية الفم والأنف به، ثمَّ التخلص منها في سلة النفايات. وإذا لم تتوافر المناديل، فيفضل السعال أو العطس على أعلى الذراع وليس على اليدين.
3- تجنّب ملامسة العينين والأنف والفم باليد قدر المستطاع، فاليدان يمكن أن تنقلا الفيروس بعد ملامستها للأسطح الملوثة بالفيروس.
4- وضع الكمامات الطبية في أماكن التجمعات والازدحام مثل العمرة.
5- الحرص على اتّباع العادات الصحية الأخرى كالتوازن الغذائي والنشاط البدني وأخذ قسط كافٍ من النوم.
6- المحافظة على النظافة العامة.
7- تجنّب الاحتكاك بالمصابين قدر الإمكان.
8- مراجعة الطبيب عند الضرورة، ومتابعة ما يستجدُّ من معلومات حول المرض من قبل وزارة الصحة.