إيمان الدبيَّان
على جناحيه الصغيرين، وبين أصوات التغريد المختلفة، يتنقّل بنا محلقًا على حقول من الفن، والسياسة، والأدب، والرياضة، وغيرها الكثير فأينما نُريد بنا يطير، وحيثما نرغب على غصن المعرفة والمعلومة نصير.
هذا هو أحد أهم مواقع التواصل العالمية المشهورة (تويتر) حيث نقرأ أفكار أشخاص لا نعرف أحيانًا حتى ملامحهم، ونشعر بأحاسيس بشرٍ لا ندرك أين مواقعهم، تغريدٌ يعزف صوته كالناي ألمًا، وآخر يَصْدح بالسعادة فرحًا، وغيره نشازٌ يبث سمه حقدًا وكذبًا، وصفوة اعْتَلَتْ فرقتها مسرح الحياةِ ثقة وتوثيقًا تغرد أصواتها حقائق، وفرائد، ونوادر لجمهور يتابعها حبًا، أو دفاعًا، وتوضيحًا وقد يكون أملاً.
هناك الكثيرون الحريصون على كل ما يهم الوطن والمواطن، ويجعلوننا نتوقف كثيرًا عند ما ينشرونه في(تويتر) فنُعْجَبُ ونعيدُ نشر ما كتبوه، أو نختلف معهم في بعض ما طرحوه، وقد توقفت الأسبوع الماضي عند إعلان لبرنامج في أحد قنواتنا عن التأمين للأفراد بمختلف شرائحهم كبارًا في السن، أو أيتامًا فقدوا آباءهم، وتوفيت أمهاتهم، وربما رجل اختار أن يكون في حياته وحيدًا، وأحيانًا امرأة شاءت هي أو الأقدار ألا يكون لها عضيد، نعم قد يريد البعض من الأفراد هذا التأمين؛ ولكن حُقق لهم ما هو أكبر منه وبلا مقابل، ويُدْفَع عليهم ما لا يوفره التأمين وإن كان المطلوب مبلغًا طائلاً، فالمستشفيات الحكومية بمختلف المدن والقطاعات لا تفرق بين فرد وآخر، وتصرف الأدوية العلاجية، ومستلزمات الرعاية المنزلية بصفة دورية.
استوقفني أيضًا وسم يتحدث عن طفل يشاهد مباراة فريقة المفضل فوق سفح جبل متوشحًا شعار ناديه ليحميه من لفحات الشتاء القارصة كأهداف اللاعبين اللادغة، إنه العشق الذي يجعلك تتحمل الصعب مع فريق عوّد مشجعيه على صعود منصات العالم كلما لعب.
ومن الوقفات كلمة نشرها صاحبها اقشعرّ لها بدني، واهتز لها قلبي، ودمعت بسببها عيني، إنها كلمة (يا رب) نشرها معالي المستشار تركي آل الشيخ وهو على فراش المرض في رحلته العلاجية الأخيرة، ليست المرة الأولى التي اسمعها، أو أقرأها، ولن تكون الأخيرة؛ ولكنها المؤلمة عندما يطلقها من تعرف حاله، وتدرك معنى آلامه فلا يفهم مضمونها إلا من عانى الوجع، أو رافق بالمرض حبيبًا فؤاده عليه ينقطع فيا رب اشفه واشف مرضانا وكل مسلم لك التجأ.
الوقفات فيه كثيرة، والتحليق بالآفاق مساراته بعيدة؛ لكن يظل الحرص على ما نكتب واجبًا فكل ما نسطِّره أو نقوله كان الله عليه شهيدًا، وجميع ما يروق لنا وننشره حتمًا أن الرحمن له حسيبًا، فليكن حرفنا يجمع الناس حبًا، ويفيدهم علمًا، لتكن أقلامنا بالتفاؤل إيجابية، وبالآمال من العثرات محمية، فالذوق والرقي ليس لباسًا يرتدى، ولا أشياء تقتنى فهي أيضًا تعامل، وحديث، ومنطق يقتدى.