محمد سليمان العنقري
يبحث المختصون من الشباب في المجالات المالية وإدارة الأعمال والاقتصاد عن فرص عمل تتيح لهم الحصول على خبرات في مجال إدارة الاستثمارات، وبالتأكيد أن الوصول لموقع عمل مميز يمتلك خبرات عالية جداً ليس بالأمر السهل مثل البنوك الاستثمارية الكبرى محلياً وعالمياً، لأن الفرص تكون محدودة والأفضلية لمن يمتلكون مؤهلات من جامعات عريقة ومهارات عالية ، لكن اللافت هو خبر نشر في العديد من وسائل الإعلام المحلية عن برنامج أعلنت عنه مؤسسة النقد العربي السعودي لتنمية القدرات الاستثمارية لدى الشباب والشابات.
فالمؤسسة ذات خبرة واسعة جداً في إدارة أصول الدولة وجهات شبه حكومية، وليست فقط تقوم بدور البنوك المركزية في إدارة السياسة النقدية، لذلك فإن هذا البرنامج من الواضح في تفاصيله انه يقدم نموذجاً مثالياً للتدريب على تنمية القدرات الاستثمارية للفرد، حيث سيكون البرنامج عملياً ونظرياً، فالدراسة ستكون في كلية « وارتون» أقدم واعرق كلية لإدارة الأعمال في العالم التي تأسست عام 1881 م وتتبع لجامعة بنسلفانيا بأميركا، حيث سيدرس المقبولون بالبرنامج في الكلية نفسها بمقرها في فيلادلفيا، أما البرنامج العملي فسيكون مع نخبة من البنوك والمؤسسات العالمية المختصة بإدارة الأصول؛ مما يعني أن من سيلتحق بالبرنامج سينهل العلوم النظرية والعملية من منبعها عالمياً، وسيمثل ذلك فرصة ذهبية لهم للاطلاع على عالم الاستثمار وإدارة الأصول بأفضل الممارسات وآخر ما توصلت له الأسواق من منتجات وأساليب لإدارة الأصول.
فبحسب ما نشر فإن البرنامج يهدف للتوظيف في مجالات الاستثمار لدى المؤسسة، ومن خلال هذه الفرصة التأهيلية سيتمكن الشباب المقبولون في البرنامج من صقل مهاراتهم وما نهلوه من علوم، بالإضافة إلى التدريب على يد خبراء متمرسين في عالم الاستثمار، وكذلك إعدادهم ليكونوا قيادات بمواقع عملهم بإدارات الاستثمار مستقبلاً ، فالقطاع المالي اليوم بات ضخماً جداً وهو القائد للتنمية دولياً، ومع تشعب المنتجات المالية والاستثمارية أصبح من الصعب أن تقدم الجامعات كل ما يحتاجه الطالب من علوم، فهو يحصل على أساسيات تخصصه، لكن الخبرات العملية تبقى هي التي تنعكس على مستقبله الوظيفي، فإذا حصل عليها من مصادر ذات خبرات دولية كبرى فإن ذلك يختصر طريقاً طويلاً عليه، ليطلع على ما يدور في عالم الاستثمار لينعكس ذلك على توطين الخبرات محلياً ودعم التنمية من خلال تطوير القطاع المالي ورفده بالكفاءات المميزة.
اقتصاد المملكة بعد انطلاق تنفيذ برامج رؤية 2030 م بات أكثر حاجة إلى خبرات وطنية مميزة بالقطاع المالي وعالم الاستثمار وإدارة الأصول، لينعكس ذلك على كافة الجهات العاملة بهذا المجال سواء مؤسسة النقد أو البنوك والمؤسسات المالية محلياً، فالسوق المالي سيكون من أهم بوابات التمويل الرئيسية بالاقتصاد وكذلك القناة الاستثمارية الكبرى لتوظيف الأموال، بالإضافة إلى الانفتاح العالمي والتوسع في الاستثمار محلياً ودولياً ، فهذه الفرصة ستكون محطة مهنية مهمة لمن يقبل فيها، والتي يمكن الاطلاع على تفاصيلها من موقع مؤسسة النقد والوسائل الإعلامية التي نشرت أهم التفاصيل حول البرنامج والذي بدأ التسجيل فيه ويستمر خلال الأسابيع الثلاثة القادمة.