د.عبدالعزيز العمر
في اللقاء الذي أجراه الإعلامي عبدالله المديفر مع معالي وزير التعليم أشار معاليه إلى نية وزارته إحياء وتطوير برامج إعداد المعلم، وذلك بعد أن أوقف أو جمد سلفه بعض برامج إعداد المعلم في كليات التربية. وبهذه المناسبة أود أن أشير إلى أنه سبق تكليفي قبل عدة سنوات بقيادة فريق بحثي مدعوم لتطوير برنامج إعداد المعلم، وللأسف أظن أن القليل من التربويين أو حتى من صناع القرار التربوي قد اطلعوا على ذلك البحث.
وعمومًا، عندما يأتي الحديث إلى إعداد المعلم في كليات التربية لا تكاد تجد مقالة أو دراسة أو أي إصدار تربوي لا يؤكد الدور المفصلي والجوهري الذي يؤديه المعلم، بل إن هناك من التربويين من رأي أن تأثير عامل المعلم في الرقي بإنجازات الطلاب يعادل أضعاف تأثير أي عامل الذي يأتي بعده مباشرة. لكن هذا التأثير النوعي والعميق للمعلم في الارتقاء بتحصيل الطلاب وإنجازاتهم (نظريًا على الأقل) يجب ألا يجعلنا نتجاهل عوامل تربوية أخرى، فمثلاً ما الفائدة من معلم متميز إذا وجد نفسه في بيئة تعليمية خانقة لا توفر للمعلم والطلاب الحد الأدنى للتعلم، وما الفائدة من معلم متميز إذا وجد نفسه في بيئة لا توفر له أدوات التعلم، وما الفائدة من معلم متميز إذا وجد نفسه في تنظيم إداري بيروقراطي مركزي لا يمنحه المساحة الكافية ليبدع.