«الجزيرة» - علي الصحن:
رسم الجمهور الهلالي أمس لوحة فنية بديعة -في مدرجات ملعب مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية بالمحالة في منطقة عسير- لا يمكن أن يحاكيها أي فنان مهما كانت أدواته وقدراته، وأثبت الجمهور الهلالي أنه الأكثر في المنطقة، وأن ناديه هو الأكثر شعبية، ولم يكن حضوره أمس في لقاء فريقه بأبها الذي سجل الرقم الأعلى في تاريخ الملعب، إلا تأكيداً على شعبية الزعيم العالمي الجارفة في كل مكان، وهو أمر أكدته مبيعات التذاكر في غير ملعب ومناسبة، وأكدته العقود الاستثمارية والمداخيل المالية للنادي، وأكدته مبيعات منتجات الأندية وأيدته الاستفتاءات العلمية.
لقد كان الجمهور الهلالي في منطقة عسير في الموعد وهو يصطف في مدرجات الملعب، ليصافح فريقه الذي أهداه قبل شهرين لقب دوري أبطال آسيا، ورابع بطولة أندية العالم، وكان في الموعد وهو يؤكد أن الشعبية لا تأتي من خلال برامج تلفزيونية تحاول أن تبرز ناد وتهمش آخر، ولا برامج دأبت على الإساءة واستضافة من احترفوا التقليل من إنجازات الآخرين، وأن الشعبية لا يمكن أن تأتي بمجرد أقوال متناثرة هنا وهناك، أو ألقاب يوزعها البعض على هواه !!
أكد جمهور الهلال أن الشعبية لا يمكن صناعتها إلا على الملعب، والأرقام لا يمكن أن توثق إلا في المنصات، وهو الأمر الذي احترفه الهلال طوال الستين عاماً الماضية من تاريخه التليد، وهو ما صيره صاحب الأولوية في كل شيء، لا ينافسه منافس ولا يقترب من مقارب.
بالأمس نقلت وسائل التواصل الاجتماعي شيئاً من جماهيرية الهلال في منطقة عسير: زحام في مواقع مبيعات التذاكر، وحضور مبكر حول الملعب، وشبان لم يجدوا التذكرة فتوجهوا نحو المرتفعات المحيطة بالملعب، وجمهور متعطش أوقف سيارته على مسافة كيلومترات من المدرج، وبهجة نشرها الهلال بين الحضور بالفوز أمس وبألقابه التي لا تجارى في أيامه السابقة.