د. صالح بن سعد اللحيدان
1- أحكم: ضبط الشيء.
2- أحكم: تقول أحكمه: ربطه.
3- أحكم: أدرى بالأمر.
4- أحكم: وثق وثبت (بتشديد الباء).
5- وأحكم: قيد الدابة.. وشد الوتر.
6- يقال احكمه: شده بقوة.
7- والحكمة: جعل الأمر في موضعه.
8- والحكمة: الكلام المحكم القوي.
9- والحكمة: قيل القرآن.. وصحيح السنة.
10- ويحكم: يجلس للحكم.
11- ويحاكم: يطالب لطلب الحق.
وأصل هذه ..المفردة.. (الحاء.. الميم.. والتاء المربوطة).
وأصل الحكمة أنها موهبة وقدرات زائدة على مجرد النظر وسياسة الحياة لأنها إنما كانت حكمة لأن أساسها قوة النظر الحكيم والعدل فيه ولو على النفس.
وإذا كانت الحكمة هي: تفصيل الأحكام والأدلة لسياسة الحياة الدنيا كما في أول (سورة هود) وجل: (سورة الأعراف) و: (يونس)..
فإنها تعني سياسة النفس وسياسة العقل، وسياسة مجمل أمور الحياة يمقدار عقلي حكيم، والحكمة لا تأتي اعتباطاً أو تأتي بقوة الشخصية مثلاً أو سرعة الإنجاز وبذل المعروف، أو تكون بسبب كثرة القول والصرامة، كلا فهذه قدرة وليست من الحكمة في شيء.
ولهذا يطلق على الطبيب في بعض البلاد الإسلامية: (حكيم) أو (الحكيم) لأنه يسهم في العلاج ويدري طبيعة المرض وما يصلح له.
ولا يطلق عليه: (قدير).
وإذا كانت الحكمة موهبة (ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) فلها صفات تم ضبطها في ضابط طرس مبين
فمن صفات الحكيم:
1- الأنس بجانبه.
2- كرهه لكل قبيح.
3- نبذه لما يقدح فيه مهما كان.
4- ثقيل الكلام.. خفيف الصوت.. ينكس رأسه غالباً.
5- صبور حتى من الشيء الذي لا طاقة لأحد به.
6- حلو الكلام مقنع أريحي.
7- متبسط شديد النفور إذا كره شيئاً.
8- نفوره مبطن بالصمت ودوام الدعاء.
9- يميل للسمنة الطبيعية.. قليلاً قليلاً.
10- أجعد الشعر حلو العينين.
11- له هيبة ووقار وإصرار على ما يؤمن به.
12- يبتكر أي يجدد دون كثرة عمل أو كلام.
13- نومه خفيف.
14- يطرب للأطفال ويداعبهم كثيراً.
15- يظهر غضبه بعلامة فارقة في وجهه.
لم يوجد بين الحكماء من (كرهه أحد) لكنه قد يتم حسده والنيل منه وقد يتعرض للتهمة لكنه يبقى معظماً في النفوس لقوة صبره وحسن معشره.
ولا يحسن هنا الخلط بين الحكيم والعاقل لأن العقل عام والحكمة فضل زيادة عليه، فكل حكيم عاقل ولا عكس، ولكن العقل جميل وجودة سواء: الرجل والمرأة.
كما لا يحسن الخلط بين الحكيم والناضج لأن غالب الحكماء عصاميون بخلاف الثاني الناضج الذي يأتيه النجاح بسب ثروة ما أو حظ عاجل له أسباب مادية أو أسباب مصاحبة تتغير بتغير الحظ الخارجي.
وقد بسط الدليل أن الحكيم بموته تذهب أمور كثيرة ويتولد من ذلك الحسرة على وفاته بخلاف من يتجمل أو يدعيها فإنه قد يكون أرعناً عجولاً كثير الحضور.
وقد بسط ابن كثير وابن جرير والطبري وابن الجوزي، بسطوا القول عن (لقمان) عليه السلام وبينوا أموراً كثيرة عنه وعن سياسته في الحياة.
وكذا بسط: المؤرخون الحديث عن (معاذ بن جبل) حينما بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى (اليمن) حاكماً وقاضياً.
ومثله (بريدة بن الحصيب) حيما تم بعثه إلى (بلاد فارس) حاكماً وقاضياً.
ومثلهما (بشير بن سعد) حينما كان يسوس الجيش.
ولست أبعد النجعة أن (إبراهام لنكولن) و(روزفلت) لديهما شيء واضح من جوانب الحكمة.
وقد رأيت فيما قرأت أن (تشاركز ديكنز) له عطاء حكيم في رواية (إلويفر توتست) لو تمت قراءتها بتدبر وعمق ومعادلة متوازية بين: العقل والقلب في آن.
وعلى كل فإن (الحكيم) هو من لا يحسد ولا يظلم ولا يحقد، إذا قال أصاب وإن حكم عدل وإن أشار أجاد وإن نظر تدبر ووعى وفطن. ومن لوازم القول هنا أن أقول ما يلي:
1- ثلثا العقل التغافل.
2- إن الصمت حال من حالات الحكمة.
3- إن رأس الحكمة مخافة الله.
4- رد هوى النفس وحب الذيوع زبدة الحكمة.
5- استباحة المظلوم ورد حقه زمام الحكمة.
6- قهر الهوى بالعدل وقوة النظر معين الحكمة.
7- التلطف وسياسة الأمر بالتجارب باب الحكمة.