محمد عبد الرزاق القشعمي
عرفت الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز الرويس في مجالس العلماء والمنتديات الثقافية داخل المملكة وخارجها، وكان له شهرة مميزة عندما كان يقوم بعمل (أمين عام المجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب) بوزارة المعارف، وكان يشارك في تأليف المقررات المدرسية، ويشرف على طباعتها بجدة.
وكان في مجلس الشيخ حمد الحقيل أحد صباحات الخميس فدعوته لزيارة مكتبة الملك فهد الوطنية والتسجيل معه ضمن (التاريخ الشفهي للمملكة) فلبى الدعوة يوم 27 - 8 - 1419هـ وروى مقاطع من سيرته وذكرياته العلمية والعملية ومنها:
أنه ولد ببلدة اليمامة بمنطقة الخرج عام 1348هـ - 1927م، ودخل كُتَّابها، وتوفي والده قبل إكماله ختم القرآن، وقد أسمع والدته تلاوة بعض سور القرآن فسرت بذلك، وقد توفيت هي الأخرى قبل إكمال ختم القرآن، ولحق والديه أخوه الأكبر والوحيد فكفله عمه الذي لا ينجب فعاش في كنفه وكنف زوجته عيشة كريمة عزيزة، أكمل القرآن الكريم، فبدأ يطلب العلم على يد الشيخ عبدالله بن محمد بن فواز، فدرس مبادئ اللغة بمتن الأجرومية، ودرس الفرائض بمتن الرحبية، ودرس التوحيد ثلاثة الأصول والقواعد الأربع وشروط الصلاة، ثم بدأ يقرأ في الفقه والحديث، وقرأ زاد المستقنع في الفقه الحنبلي، وقرأ عمدة الأحكام في الحديث وصحيح مسلم وفتاوى ابن تيمية، وهداية الحيارى في الرد على اليهود والنصارى وغيرها.
وفي أوائل الستينيات الهجرية رحل إلى الرياض فقرأ كتاب التوحيد على الشيخ محمد بن عبداللطيف وقرأ في الفرائض والنحو على الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، وقرأ في عمدة الأحكام على الشيخ محمد بن إبراهيم مفتى البلاد السعودية وغيرها.
عين إمامًا ومرشدًا بقصر الأمير سعود الكبير الشمسية مقابلاً لقصر المربع قصر الملك عبدالعزيز - رحمهما الله-، وفي أواخر الستينيات الهجرية تعين مدرسًا رسميًا لأبناء الأمير سعود بن عبدالعزيز الكبير، وفي أول السبعينيات افتتح المعهد العلمي بالرياض فالتحق بالصف الأول ثانوي ثم بعد إكماله التحق بكلية اللغة العربية وتخرج منها في عام 1378هـ - 1958م وعند تخرجه عين قاضيًا بمحكمة الرياض ولكنه أبى القضاء فكتب كتابًا لشيخه محمد بن إبراهيم رئيس القضاة في حينه يعتذر عن القضاء قال فيه:
امنن على ابنك بالاخلاق فإن به
من العيوب أفانينا تغطيه
إني أخون ضميري بارتضا عملٍ
أحار في الورد فضلاً عن قضائيه
فسمح لي بأن تعين مفتشًا إسلاميًا بوزارة المعارف مطلع عام 1379هـ، ثم أصبح مديرًا عامًا للتربية الإسلامية المساعد.
وفي عام 1385هـ - 1965م انتدب مدرسًا ضمن البعثة التعليمية بالجزائر، وكان يعمل بدار تدريب كبار المعلمين بمدينة وهران، عاد للمملكة عام 1387هـ فتولى عمله السابق، كما شارك في التأليف المدرسي بمراحل التعليم المختلفة بالتفسير والتوحيد والحديث والفقه وعلم الاجتماع واللغة العربية. كما شارك في وضع أسئلة الاختبار بجميع مراحل التعليم بالمواد السابقة أكثر من خمس وثلاثين سنة، ورأس تقدير درجاتها مثل ذلك، كما رأس لجنة طباعة الكتب المدرسية بمطابع الإصفهاني بجدة. وعهد إليه من قبل وزير المعارف الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ بطباعة بعض الكتب الإسلامية التي ترغب الدولة توزيعها في المواسم، كما قام بتقويم الكتب التي يرغب أصحابها شراء الوزارة لها أو طباعتها على نفقة الوزارة أو إقرارها كمقرر مدرسي.
ورأس الإرشاد في حملة محو الأمية بعقيق غاق بمنطقة الباحة عام 1393هـ.
بعد هذا عين مستشارًا بالمجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب ثم ترفع على وظيفة مدير عام الثقافة، ثم ترفع أمينًا عامًا للمجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب من عام 1395هـ حتى تقاعد عام 1407هـ - 1987م، وكان سبب طلبه التقاعد أنه طلب أن يترفع على وظيفة وكيل الوزارة المساعد للثقافة، فعين الوزير عليها شخصًا آخر. فقال يودع المعارف بهذه القصيدة:
أيا طود المعارف خذ وداعي
الا يكفيك تنقيح العلوم
فكم واكبت وضع النهج سبرًا
يحيط النشء بالخلق الكريم
وكم أعطيت ذاك النشء درسًا
وبينت الصحيح من السقيم
وواكبت المدرس وهو يبني
ويهدي للصـراط المستقيم
حري بالمعارف أن تراعي
قديم العهد والسبر القويم
سأرحل عن مكان لا أراه
يقدر همتي ودنا علومي
فقل لابن الخويطر ذا كتابي
حلني للمعاش بلا رحوم
وقد يحلو إلى نفر ذهابي
كما سروا بآفلة النجوم
سأبقى وافيًا لصـروح علم
إن رغمت أنوف للخصوم
صروح قد بناها عبقري
وأسندها لفهد من قديم
فأنعم بالمؤسس والموالي
يطيب الغرس بالساقي الكريم
وقال: إن من أبرز المواقف والقرارات التي شارك بها:
1 - شارك في صياغة اتفاقية حقوق المؤلف بين الدول العربية مع مجموعة من الخبراء من بينهم: الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري.
2 - حضر ندوة عقدتها اليونسكو عن حقوق المؤلف بين الدول العربية في الجزائر.
3 - شارك في دورات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أثناء وجودها بتونس.