محمد جبر الحربي
وَليْ فِي الْفَجْرِ طَيْرٌ لا تَمَلُّ
تُسَبِّحُ، أَوَّلُ التسبيحِ فِعْلُ
فَأَسْعَى فِي الْحَيَاةِ وَكُلُّ سَاعٍ
لَهُ فِي السَّعْيِ مُشْكِلَةٌ وَحَلُّ
تُصَاحِبُنِي إِلَى الْعَلْيَاءِ شَمْسٌ
وَيَسْحَبُنِي لِطِيبِ الْعَيْشِ ظِلُّ
فَأَعْلُو.. يَرْتَقِي كُلِّي بِكُلِّي
تَبَاهَى أّيُّهَا الْعالي الْمُطِلُّ
إِذَا آثَرْتَ ظِلَّكَ دُونَ شْمْسٍ
فَأَنْتَ الْمَاءُ فِي القِيعَانِ ضَحْلُ
وَلا تَرْكَنْ إِلَى رَغَدٍ بِعَيْشٍ
فَتَحْسَبَ أَنَّ كُلَّ الْعَيْشِ سَهْلُ
تَظُنُّ مِيَاهَكَ الأُولَى سَتَبْقَى
وَمَجْدُ الْأَمْسِ مُكْتَمِلاً يَظَلُّ
وَتَحْسَبُ بِاسْمِ جَدِّك سَوْفَ تَنْجُو
وَلا يُغْنِي إِذَا مَا أَنْتَ حِلُّ
إذَا مَا جَدَّ جِدُّكَ فِي الْمَعَالِيْ
وَآخَيْتَ الصِّعَابَ، فَلَسْتَ تَعْلُو
صَحِبْتُ الْحَرْفَ فِي الدُّنْيَا بِطِيبٍ
فَكَانَ الْحَرْفُ أَشْجَارَاً تُظِلُّ
وَلَمْ تَكْفِ الظِّلالُ الرُّوحَ مَنْحَاً
فَأزْهَرَ فِي زَوَايَا الْقَلْبِ فُلُّ
«بَيَاضٌ فِي بَيَاضٍ فِي بَيَاضِ»
عَلَى وَرَقٍ حُرُوفُ الرُّوحِ طّلُّ
فَأَهْدَيْتُ الْقَصَائِدَ تِلْوَ أُخْرَى
كَرِيمَاً.. زَاعِمَاً أَنِّي الْمُقِلُّ
وَمَا كُنْتُ الْمُقِلَّ عَلَى بِلادِي
فَكُنْتُ الْكُلَّ يَسْتَدْعِيهِ كُلُّ
وَمَا كُنْتُ الْمُقِلَّ عَدَاةَ حَرْبٍ
وَلا فِي السِّلْمِ إِنْ سِلْمٌ يَحِلُّ
بَذَلْتُ لِمَوْطِنِ الْأَحْرَارِ رُوحِي
وَقَلْبَاً لا يَمَلُّ.. وَلا يَكِلُّ
لِأَهْلِي مَا أَجُودُ وَمَا أُرَجِّي
فَلَيْسَ مَثِيلَهُمْ فِي الْأَهْلِ أَهْلُ