يا عمرًا.. لا أدري.. مضى أكثره أم أقلّه!
يا حلمًا.. لا أدري.. أأرجوه أم أملّه!؟
نطارد وَهْم السعادة، نتابع أخبار الآخرين، ونرى ظاهرًا من حياتهم، فنظنها عندهم، ونتمنى أن لنا مثل ما أوتوا، إنهم لذوو حظ عظيم.
استمعت لكثير ممن شرّق في البلاد وغرّب إن كانت السعادة لديهم، وهاأنذا أزور مدنهم، أجوب الشوارع والمقاهي، أمشي وسط الزحام، زحام يضاهي ازدحام الأسئلة في قلوب الحيارى، الحيرة التي أصبحت...»وسمًا على ساعدي، نقشًا على بدني».
أمشي، أراقب نظرات العيون، أتأمل الكادحين، لكل شخص حكاية.. شوارع ممتلئة بالحكايات، ولا حاجة لوجود حكواتي؛ فلسان حالهم ينبئك بمآلهم.
قابلت أشخاصًا يتذمرون من المطر في الوقت الذي نتمناه ونشتاقه نحن، ونصلي ونبتهل لله أن يرزقنا إياه.
وأشخاصًا يتذمرون لضيق الوقت؛ إذ لا متسع لديهم لقراءة كتاب، أو فترة استرخاء في المنزل، أو حتى وقت لجلسة عائلية، في الوقت الذي أعرف فيه أشخاصًا أُصيبوا بالاكتئاب من جرّاء الفراغ، وانعزلوا بغرفهم، حتى عن أقرب الناس إليهم، في المنزل نفسه.... و.... و.... و....
يختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر، وعند وصول كل إلى مفهومه لها تكون النتيجة واحدة: لا سعادة.
ليس هذا ما أريده؛ فيتطلع لشيء آخر، ربما يوصله للسعادة، وكأنما يدور في حلقة مفرغة.
ثمة تساؤلات، ليس لها إجابة إلا الصمت، والصمت لا يعني انتفاء الإجابة.
ثمة نور لو عبرنا خلاله يكفي لأن نشرق به العمر كله.
آخر الكلام:
لمن يبحث عن السعادة:
«ستفتِّش عنها يا ولدي في كل مكان
وستَسأل عنها موج البحر، وتسأل فيروز الشطآن،
وسترجع يوماً يا ولدي مهزوماً مكسور الوجدان،
وستعرف بعد رحيل العمر أنك كنت تطارد خيط دخاااان».
** **
- نورا العلي