كنت قد كتبت مقالاً مسبقاً عن رحبة الهدار، وكنت أظن أنها هي الراحة على طريق حاج أيمن حجر اليمامة لتقارب الاسمين، ولكن لفت نظري نص لدى الأصفهاني في كتابه بلاد العرب ص 362، يقول فيه: (فإذا نصلت من العرض وصلت إلى موضع يقال له (الراحة) - وفي نسخة المراحة - وهي قاع لمراتع اليمامة ثم تصير إلى ثنية الاحيسي..).
ورحبة الهدار متصلة بكل من الهدار الذي اخترت أنه العيينة، وتنتهي بالعقير الذي اخترت أنه بوضة؛ فهي تتجه إلى الشرق خلافاً للراحة التي تتجه إلى الجنوب مبتعدة يسيراً عن العرض حيث يشير النص إلى (نصلت من العرض) بمعني خرجت. ومن المعلوم أن العرض هو الوادي الذي فيه قرى مثل (الهدار) و(العيينة) و(العقير) و(بوضة). فراحتنا إذًا قريبة جداً، وهي قاع يصار بعده إلى ثنية الاحيسي (السبع الملفات حالياً)، ولكن يبدو أن الراحة والرحبة مكان واحد، وأن مرد الاختلاف هو التصحيف في أحدهما حيث إنهما وصف لموقع يتجه إلى جهة الجنوب وإلى الغرب من جهة أخرى، ويلتقي جنوباً في ثنية الاحيسى وما أقربها، والعقير كذلك وما أقربها. وهذا الموضع يسمى لدى الأهالي حالياً الاحيسية نسبة إلى الوادي الذي غلب اسمه على المنطقة. وأرجح أيضًا أن صحة الاسم الرحبة وليس الراحة؛ لأن وصفها يساعد على ذلك؛ لأنها متسعة ومنبسطة، وعلى هذا فالطريق واضحٌ ومحصور حيث تتجه قبيل الابكين يساراً جنوباً باتجاه (السبع ملفات)، ثم تسير أقل من الكيلومترين، وهي المنطقة التي يشملها اسم الرحبة. والله أعلم.
** **
- عبد الله بن عبد الرحمن الضراب