سمر المقرن
من المؤسف أن تُهدر المرأة طاقتها الأنثوية وتحاول كبح جماحها أو قتلها، إما هروباً من قهر بعض المجتمعات الجاهلة التي تحارب المرأة بضراوة وتعاملها بتمييز كمخلوق درجة ثانية؟ أو تستهلكها في حروب وهمية كاذبة مع الرجل الذي خُلقت لتكمّله لا لتتصارع معه، فتبتعد عن أنوثتها وتُهدر مخزونها العاطفي وتتوحش من الداخل لتفترس كل طاقتها الأنثوية، عندئذ تخسر ذاتها فلا صارت ذكراً ولا احتفظت بشفرة نجاحها وتفوقها، وهو كونها أنثى كرمها رب العالمين بميزات لا حصر لها، فكيف تخسرها وتسعى للانسلاخ من أنوثتها فنجد بعض الفتيات أو النساء يرددن بجهل كنت أتمنى لو خلقت ذكراً؟! -وأنا هنا لا أتحدث عن صاحبات مشكلات الهوية الجنسية- إنما عن مكتملات الأنوثة ظنًا منهن أن الذكورة ميزة؟ غير مدركات أن الأنوثة نعمة عظيمة، فهي ليست جمال الشكل فقط كما يظن البعض لأنها تشمل جمال القلب والروح والعقل والتفاعل الإيجابي والاحتواء والعطف وتقدير الفنون و»الرحمة» وهي أعظم صفة منحها رب العالمين لعباده، ليس في البشر فقط وإنما في كل المخلوقات فهي التي تجعل الفرس ترفع حافرها عن مولودها خشية أن تصيبه.
والأنوثة صفات عديدة، منها ما يظهر على المرأة بشكل تلقائي دون تصنّع أو تزييف أو تمثيل، صفات في شخصيتها لا تغيب عن العين، وصفات أنثوية أرى أن جمالها في أن لا تظهر للجميع بل تكون خاصة لرجل واحد في حياتها.
وفي الثقافة الصينية تعريف للأنوثة بأنها طاقة القمر أو طاقة الين التي تشمل الحلم والمشاركة والاتحاد والعواطف الجياشة والحنان والحدس والفطنة، وشبهتها بالماء المنساب في الجداول والسماء الصافية ومداعبة النسيم للورد. والطاقة الأنثوية لا علاقة لها بالمبالغة في التأنق بالماكياج والملابس وتصنع الرقة و»الغنج» في الحديث، وإن كانت الأناقة مطلوبة لكلا الجنسين ولكن دون مبالغة، ولعلنا نتساءل لماذا ينفر الناس «أحيانًا» من بعض جميلات الشكل برغم جمالهن الباهر؟ الإجابة ببساطة؟ إنهن تخلين عن مقومات الأنوثة الحقيقة التي تجذب الآخرين إليها كالمغناطيس وتشمل كل المعاني التي ذكرتها سلفاً وتبدأ بالثقة بالنفس وتقدير الذات دون غرور، وتحرر بعض النساء من سجن ادعاء دور المظلومات أو المقهورات باستمرار، وتثمر أشجار الأنوثة خيراً وفيراً بمزيد من العطاء والمحبة والرقة والحنان.
ولا أقول أكثر من الحمد لله على نعمة الأنوثة والشكر لرب العالمين لأنه ولى علينا قادة يقدرون قيمة المرأة وينصفونها ويكرمونها حق التكريم.