هالة الناصر
قد يتوقع الكثيرون بأن هذا العنوان من باب المبالغة أو التهويل، ولكن العارفين ببواطن الأمور ودهاليز هذا الموضوع يعرفون بأني لا أبالغ، وربما لم أذكر بأن خسائر الطلاق تدمر وتحرق كل شيء، وهو بالفعل أمر بغيض لا يمكن لأحد أن يتصور مدى سوئه بالذات على الأبناء، حيث يضرب استقرارهم النفسي ويدمر كل شيء جميل داخلهم، أثبتت دراسة اجتماعية بأن أغلب المراهقين الذين ذهبوا للسجن أو دار الملاحظة للقصر هم أبناء مطلقين انفصل والديهم في سن معين من طفولتهم وتشكل بسبب ذلك شرخ نفسي دفعهم للانحراف أو الانتقام. المعلومة التي قد لا يعرفها السواد الأعظم بأن للطلاق خسائر اقتصادية فادحة تضر باقتصاد بلادنا بمبلغ مادي رهيب قد لا يتصوره العقل، يقول التقرير السنوي لمصلحة الإحصاءات العامة: إن معدلات الطلاق ترتفع للعام الخامس على التوالي، تزامنًا مع انخفاض الإقبال على الزواج في الفترة ذاتها، ويأتي فشل ثلث حالات الزواج في المملكة، اعتدادًا بإحصاءات تؤكد أن بين كل عشر زيجات يوجد ثلاث حالات طلاق، وهذه الأرقام هي الأعلى في تاريخ المملكة.
وأشار التقرير إلى أن الخسائر السنوية لتزايد معدلات الطلاق تصل إلى 3.5 مليارات ريال، وذلك بقياس تكلفة الزواج بمبلغ 60 ألف ريال، وهي المبلغ نفسه الذي يقدمه قرض تمويل الزواج الذي يمنحه بنك التنمية الاجتماعية، واعتدادًا بأن تكلفة الزواج تصل إلى ضعف هذا المبلغ.