سهوب بغدادي
فيما تعد الدبلوماسية فعلا ظاهرًا أو خفيًا ينعكس على فرد أو مجموعة أو شعب ضمن نطاق واسع وهي فن يدرس ويتقن من هذا المنطلق، يبرز لنا مصطلح القوة الناعمة. ومن الجدير بالذكر أن مصطلح القوة الناعمة ظهر في كتاب القوة الناعمة للكاتب السياسي «جوزيف ناي» من ثم بدأ بالظهور بشكل واسع الانتشار في الأوساط الدبلوماسية والسياسية باعتبار التوافقية بين العملية السياسية والدبلوماسية. إنما الدبلوماسية لها مسارات متعددة أبرزها:
- المسار الحكومي (الكلاسيكي).
- المسار اللا حكومي (حل النزاع سلميًا).
- المسار التجاري (تبادل منافع).
- المواطن غير رسمي (مسار فردي مبادرات).
- التدريب والتعليم الأكاديمي (التعليم داخل وخارج) - مذهب الفعالية (القضايا البيئية -الحيوانات) - المسار الديني - المسار المالي (التمويل) -الاتصالي المعلوماتي الإعلامي المسار الرياضي ولها عناصر أساسية وفعالة كالتعليم والعمل واستقطاب الجمهور والبحث وصناعة الرأي والقرار.
إن من أهم مخرجات الدبلوماسية ذات المسارات المتعددة والقوة الناعمة التي تستخدمها تغيير الصورة النمطية من وجه إلى وجه آخر سواء كانت الصورة سلبية أم محايدة وفي بعض الأحيان العمل على تحسين مقدار الإيجابية المنوطة بأمر أو مجموعة أو شعب أو دولة ما. حيث تأتي هذه الصورة النمطية في غالب الأمر من الإعلام والسفر للاستجمام والعلاج والتعليم والابتعاث وتواصل مباشر مع فرد أو أكثر والتاريخ والجغرافيا التاريخية والموقع الجغرافي والفنون والآداب والإنتاج البصرية والسمعية والموسيقى. في حين تعد هذه الفترة مؤاتية لترك انطباع إيجابي لدى الآخرين وبالتالي تشكيل الصورة (نمطية- ذهنية) صحيحة مرادة نظرًا لانفتاح العالم على المملكة العربية السعودية سياحيا للمرة الأولى من خلال التأشيرة السياحية.
فإن استغلال مثل هذه الفرص لعكس صورة إيجابية عن ثقافتنا وديننا الإسلامي السمح من أهم العوامل التي سيأخذها الزائر معه إلى موطنه وبالتالي نشره الأيدولوجيا المرغوبة بغض النظر عن الإعلام المضلل وأجنداته، إنها ليست بالمهمة المستحيلة فلدينا كشعب ذي قيم وعادات وثقافة ودين سمح معتدل كل ما ينبغي ويلزم لاقتحام أي قلب وعقل. عن طريق التحلي بالأخلاق الطيبة مثلاً والتسامح في مواقف ومواطن يومية تعترضنا كتقديم شخص في طابور أو تطبيق قاعدة الأولوية للمشاة على الطريق أو ببساطة نشر الابتسامة التي جعلها ديننا صدقة.
(إن التغيير يأتي من الداخل لينعكس على كل ما فينا ونزدهر).