فضل بن سعد البوعينين
أعطى موقع المنطقة الشرقية الاستراتيجي أهمية استثنائية لمطار الملك فهد بالدمام الذي يمكن تحويله بسهولة إلى مطار ربط عالمي، وتفعيل دور الشحن الجوي والخدمات اللوجستية.
الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، أكد لدى استضافته منسوبي شركة مطارات الدمام في «الاثنينية» أن «موقع المنطقة الشرقية يشكِّل أهمية استراتيجية على مستوى المملكة والمنطقة. وما تزخر به من نهضة صناعية وتطور متسارع زاد من أهمية منافذ الوصول إليها».
وبالرغم من أهمية المطار، وموقعه الاستراتيجي، وقدرته التشغيلية، إلا أن حصته من سوق السفر الدولي ما زالت أقل من المتوقع، وإن شهد تحسنًا ملحوظًا في الرحلات الداخلية. وتشير إحصاءات السفر الإجمالية إلى نمو في عدد المسافرين، غير أن البيانات التفصيلية تُظهر انخفاضًا في عدد المسافرين على الرحلات الدولية؛ وهذا يعود إلى تدني عدد الشركات الناقلة، ومحدودية الرحلات المباشرة.
وبالمقارنة مع المنافذ البرية في المنطقة احتل مطار الملك فهد المرتبة الثالثة بعد منفذَي جسر الملك فهد، والخفجي، بنسبة استحواذ تقدر بـ10 %.
قد تكون المقارنة بين المنافذ الجوية والبرية غير عادلة، ولكنها تعطي مؤشرًا لحجم الاستحواذ من سوق السفر، وتعطي مؤشرًا لتسرُّب المسافرين للمطارات المجاورة.
ويشير الأمير سعود بن نايف إلى أن «بعض المطارات القريبة استحوذت على جزء من الحصة السوقية؛ وهذا يتطلب زيادة تنافسية مطارات المنطقة الشرقية، منها مطار الملك فهد الدولي، واستقطاب شركات النقل الجوي». وشدَّد على أهمية استقطاب مزيد من شركات الطيران العالمية، وفتح وجهات جديدة، والتوسع في الخدمات اللوجستية بما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030، التي منها تحوُّل المملكة إلى نقطة ربط لوجستي.
رؤية اقتصادية وتنموية، وتوصيات مهمة يمكن تحويلها إلى خارطة طريق للتطوير المنشود، وما يجب أن يكون عليه المطار مستقبلاً.
أحسب أن جذب شركات الطيران من أولويات شركة مطارات الدمام التي نجحت خلال ثلاث سنوات في إحداث نقلة نوعية للمطار وفق رؤية استراتيجية. هذا ما أكده رئيس مجلس مديري شركة مطارات الدمام عبدالله الزامل في كلمته. رؤية مستقبلية جميلة، يسعى إلى تحقيقها مع فريق العمل، وأحسب أنها تحتاج إلى جهود مكثفة، واستثمارات قادرة على تحويل الأهداف إلى واقع معاش، وفي فترة زمنية قصيرة.
وتأتي «مدينة المطار» ضمن مشاريع التطوير المهمة، التي يتضمنها المخطط الرئيس، بما تحتويه من مراكز تسوُّق، ومركز للمعارض والمؤتمرات، وأحياء سكنية، وفنادق وحدائق.
مشروع ضخم ومهم لتعزيز اقتصاديات المنطقة، وتنميتها، وتحويل المطار إلى منطقة جذب سياحي مكتملة الخدمات؛ لذا شدَّد الأمير سعود بن نايف في كلمته على أهمية المخطط الرئيس، ومدينة المطار التي يعول عليها الكثير لتعزيز مكانته وتنافسيته وتكامل خدماته. إقرار مخطط المطار يعني البدء في تنفيذ مشاريعها.. وأرجو أن تكون المدينة جزءًا من أهداف رؤية 2030، وأن يكون لصندوق الاستثمارات العامة دورٌ رئيس في إنجازها، وقيادة المستثمرين الباحثين عن الفرص والأمان في الوقت نفسه. وأحسب أن دخول الصندوق سيُسهم في تعزيز عنصر الأمان للمستثمرين، وسيخلق شراكات نوعية قادرة على استكمال المخطط والمدينة بحلول العام 2030.