د. محمد عبدالله الخازم
بدأ تعليم اللغة الصينية في بعض المدارس كتجربة أولى، وأرى أننا بحاجة إلى صياغة استراتيجية تعليم اللغات الأجنبية بصفة عامة. لست ضد الصينية، لكنني لست مقتنعاً بأنها الوحيدة التي تستحق العناية، فهناك لغات كبرى سيكون مفيداً تعلمها وهناك دول كبرى علاقاتنا معها تنمو وتستحق أن تدرس لغاتها بتعليمنا وهناك الأهم بالنسبة لي وهو حرية المتعلم في اختيار اللغة التي يرغبها. اللغة الإنجليزية التي بدأ تعليمها منذ زمن طويل في مدارسنا، هناك توجه كما أعلن معالي وزير التعليم بأنه قد يتاح تعليمها منذ الصف الأول.
ابدأ بالإنجليزية؛ يشير الباحثون إلى أن تعليمها منذ الصغر سيكون مفيداً لأن الطفل ومن خلال تجارب دول مختلفة وتجارب المهاجرين قادر على تعلم لغتين معاً. الطفل ذكي وفي الغالب ليس لديه الحرج في التعلم والتجريب مقارنة بالكبار الذين يواجهون مشكلة الخوف والرهبة من التعلم للغة الثانية، ويصابون بقلق من النطق والتعبير الخطأ مثلاً. هذه حقيقة ندركها من تعلمنا اللغة على كبر ولم نستطع إجادة نطقها والحديث بها بشكل جيد نتيجة الرهاب الاجتماعي الذي هو جزء من طبيعة البشر. إضافة إلى عدم توفر بيئة الممارسة للغة حيث مجموع ما يتعلم/ يمارس منها أربع ساعات فقط من حوالي 100 ساعة في حياة التلميذ الأسبوعية. قد يكون الوضع أفضل حالياً لكثرة استخدام اللغة في مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام وفي المؤسسات والأسواق وغيرها. يؤيد ذلك ملاحظة تعلم بعض الأطفال والشباب لغات أخرى بشكل ذاتي - مثل الكورية التي فوجئت بمن يتحدثها- عن طريق الوسائط الإعلامية والتعليمية والمخالطة وهذا يعزز الفكرة التالية.
أحد مشاكل تعليم اللغة الإنجليزية لدينا وقد يكون ذلك ضعفاً في الكوادر التعليمية أو في البنى التحتية هو عدم الاستفادة بشكل مثالي من معامل تعليم اللغة أو غياب تلك المعامل من المدارس. وفق نظرية البروفسور ميترا من جامعة نيوكاسل وقد فاز من ورائها بجوائز عالمية أثبت بأن الأطفال بإمكانهم تعلم لغة ثانية بدون معلم من خلال تطبيق حاسوبي يعرف بـ SOLE أو Self Organized Learning Environment وقد طبقت التجربة على أطفال في الهند حيث كان الهدف تعليمهم استخدام الكمبيوتر لكنه فوجئ بأنهم يتحدثون الإنجليزية إضافة إلى تعلمهم الكمبيوتر.
هذا الأمر يقودني إلى الفكرة المتعلقة باللغة الصينية والتي أرجو تجربتها في مدارسنا. الفكرة هي إتاحة أكثر من لغة وللطالب اختيار أحدها لتعلمه (الفرنسية، الصينية، الكورية، التركية وغيرها) ويكون ذلك من خلال معمل اللغات أو برنامج SOLE المشار إليه أعلاه. بمعنى آخر لا أرى إلزام الجميع باللغة الصينية بل جعلها خياراً ضمن لغات أخرى. يكون التعلم الكترونياً ولا يمنع من وجود معلم لمدة يوم أو يومين في الأسبوع أو الأسبوعين لمساعدتهم (هنا المعلم الواحد سيخدم أكثر من مدرسة). في النهاية نريد أن يكون الدافع شخصي لتعلم اللغة واختيارها وأن تصبح هذه المادة إحدى وسائل التطبيق للتعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد وهي التي سيحتاجها في تعليمه الجامعي والمستمر.