م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- هل التخاطر علاقة عقل بعقل أم علاقة روح بروح؟ وحينما تحس (أم) بشيء حصل لابنها البعيد عنها.. أو حينما ينقبض قلب أحدهم من خبر ما أو حدث ما أو شخص ما هل هذا نوع من التخاطر.. وهل التشاؤم أو التفاؤل نوع آخر من التخاطر؟
2- التخاطر استفاد منه تجار الروحانيات ومشعوذو الغيبيات.. فالتخاطر يعتبر سلعة شعبوية بامتياز.. تدغدغ المشاعر وأحاسيس الطمع والطموح.. والتوق لمعرفة القادم وكشف أسرار المستقبل أو معرفة ماذا يفكر فيه الآخرون.
3- هناك من يقول إن التخاطر وإن ثبت بحصوله لدى العديد من الناس إلا أن دراسته وبحثه ضرب من الترف الفكري وجهد بلا طائل.. وأن البحث في المتروك من الطاقات الفائقة التي يكتنزها الإنسان مثل: أن الإنسان لا يستخدم سوى (10 %) من قواه العقلية.. وأن الدماغ يستقبل مئات المليارات من المعلومات لكنه لا يحلل أو يعالج سوى العشرات منها.. وأن العين ترى ضمن نطاق ذبذبة محدد فماذا يمكن أن تراه خارج ذلك النطاق.. وأن الأذن تسمع ما هو دون العشرين ذبذبة في الثانية فما الذي يمكن أن تسمعه أعلى من تلك الذبذبة؟ ويرون أن محاولة معرفة حدود القدرات البشرية في أمور لا يمكن برهنتها هي أمر عبثي.
4- الفيلسوف الفرنسي الفائز بجائزة نوبل (هنري برغسون) اعتبر أن أصل الأشياء جميعاً هو الروح.. وأن الزمن مسار دائم لا يمكن إدراكه إلا بالحدس.. واعتبر الذاكرة ظاهرة نفسية تربط بين النفس والجسد.
5- أما العالم السويسري (كارل غوستاف يونغ) مؤسس علم النفس التحليلي فيستنكر الأخذ بحكم العقل كمفسر وحيد.. فإذا كانت وظائف الذهن لدى الإنسان هي التفكير والشعور والحس والحدس.. فإن وظيفتي التفكير والشعور وظيفتين واعيتين.. وهما مختصان بالعقل.. بينما الحس والحدس وظيفتان لا واعيتان مهمتهما الإدراك وليس لهما علاقة بالعقل.. فهذا يعني أن نصف وظائف الذهن الإنساني ليس لها علاقة بالعقل.. فكيف تنفي وترفض كل ما هو خارج المقبول العقلي؟!
6- أما الجدلية السائدة فهي: إذا كنا نقر بوجود موجات كهرومغناطيسية تملأ المجال الجوي حولنا ولكننا لا نراها.. فلماذا ننكر الظواهر النفسية لمجرد أن حواسنا لا تدركها؟!