«الجزيرة» - أحمد القرني / تصوير - فتحي كالي:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين افتتح معالي وزير النقل رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» المهندس صالح بن ناصر الجاسر منتدى الخطوط الحديدية 2020، بالتعاون مع وزارة النقل بفندق الريتز كارلتون بالرياض أمس المنعقد خلال الفترة 28-29 / 1/ 2020، بحضور معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، وعدد من أصحاب المعالي وزراء النقل وذوي الخبرة والاختصاص.
وقد بدأت فعاليات المنتدى بافتتاح وزير النقل المعرض المصاحب للفعالية الذي اشتمل على أجنحة للقطاعات المشاركة، استمع خلالها معاليه إلى شرح وافٍ عما تقدمه هذه الجهات.
عقب ذلك قال معالي وزير النقل المهندس صالح الجاسر في تصريح صحفي: إن رعاية خادم الحرمين الشريفين منتدى الخطوط الحديدية تؤكد ما يشهده الاقتصاد الوطني من حراك كبير ونهضة شاملة.
وأكد معاليه اهتمام المملكة بالقطاع السككي، والخدمات اللوجستية عمومًا؛ إذ استثمرت خلال العقد الماضي 400 مليار ريال في البنية التحتية.
مشيرًا إلى وجود رغبة حقيقية في الاستفادة من الموقع المميز للمملكة، ومن البنية التحتية الكبيرة، وما يشهده الاقتصاد الوطني من حراك بفضل الرؤية الواضحة للمملكة؛ وهو ما يجعلها مهيأة لانطلاقة كبيرة في هذا المجال وشتى المجالات.
من جانبه، قال وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم بن عبدالله الخريف إن النقل ممكن أساسي لقطاع الصناعة والثروة المعدنية. موضحًا أن المملكة في رؤيتها تعمل على تنويع مصادر الدخل والتنوع الاقتصادي. وبيّن أن هذا التنوع الاقتصادي يتطلب تمكين النقل، واستغلال موقع المملكة الجغرافي، اللذين سيجعلان الصناعات والثروة المعدنية الموجودة في مناطق المملكة المختلفة تتنقل إلى حيز التنفيذ، والإسهام في رفع الناتج المحلي والإجمالي، وخلق فرص وظيفية، وتنوُّع الاقتصاد بشكل عام.
وبيّن معاليه أن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية «ندلب» يعد أهم البرامج الممكنة لنقل المملكة من اقتصاد معتمد على النفط والطاقة إلى اقتصاد معتمد على خليط كبير من الصناعات والثروة المعدنية والطبيعية، إضافة إلى الطاقة المتجددة وغيرها.
ولفت الخريف إلى أن برنامج «ندلب» مهتم بتفعيل نشاطات الصناعة، والثروة المعدنية، والخدمات اللوجستية، والطاقة.. مضيفًا: «نحن هنا اليوم لنُري العالم والمستثمرين المحليين والعالميين أن المملكة جادة في توجهها، وأن الصرف على البنية التحتية إنما جاء لتمكين القطاع الخاص».
مشيرًا إلى أن المملكة استثمرت لتمكين «معادن» أكثر من 100 مليار ريال؛ وهو ما جعلها تقفز من المرتبة الـ128 إلى الـ11 على مستوى العالم.
وقال الدكتور بشار المالك، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار»: إن المنتدى يُعقد لأول مرة في المملكة، وهي تستشرف عهدًا جديدًا تحت مظلة رؤية 2030. وتنظيمه بالرياض يعكس أهمية المكان في جمع خبراء محليين ودوليين في مجال صناعة الخطوط الحديدية لعرض ومناقشة قصص النجاح وتبادل الخبرات والخدمات المقدمة من خلال هذه الصناعة.
وأوضح المالك أن هناك تحديات تواجه القطاع اللوجستي بشكل عام، وصناعة الخطوط الحديدية بشكل خاص؛ وهو ما يستدعي البحث عن حلول جديدة، ونماذج متطورة، تخدم هذا القطاع، وتقدم الحلول المطلوبة. معربًا عن رغبته في أن تسفر مناقشات وجلسات المنتدى عن آليات واضحة ومخرجات بناءة من أجل ترسيخ مفاهيم تطوير صناعة الخطوط الحديدية.
وبيّن د. المالك أنه على الرغم من حداثة شركة سار التي لا يتجاوز عمرها 14 عامًا إلا أنها استطاعت التفوق على نفسها، وتحقيق المنجزات والهدف المرسوم لها؛ فباتت تمتلك أسطولاً ضخمًا من القطارات وعربات الشحن والركاب التي تربط مدن المملكة ومواقعها. وما يدعو للتفاؤل بتحقيق المزيد من المنجزات هو الدعم الاقتصادي والصناعي المهم. مؤكدًا الدعم اللامحدود من مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -.
وأضاف: «نقلنا أكثر من 47 مليون طن وقود؛ وهو ما أسهم في إزاحة أكثر من 4 ملايين شاحنة من على الطرق». مضيفًا «شبكة قطار الشمال الوحيدة في المنطقة التي تستخدم النظام الأوروبي الحديث والمتقدم في الإشارات والاتصالات لنقل الركاب والبضائع في الوقت نفسه، وبعد تدشين قطاع الحرمين أصبح أسرع قطار للركاب في المنطقة، وواحدًا من أسرع القطارات في العالم».
ويتضمن المنتدى معرضًا للخطوط الحديدية، يشارك فيه مجموعة من صنّاع السكك الرئيسيين من المنطقة والعالم لعرض أحدث منتجاتهم وإنجازاتهم في هذا المجال.