سمر المقرن
بعد دراسة استغرقت 14 عاما وجد باحثون في كلية لندن الجامعية، أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن خمسين عاماً ويحرصون على متابعة الأنشطة الفنية والعروض المسرحية والحفلات الموسيقية، كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 31% مقارنة بمن لا يهتمون بها. وهو ما أكدته الدورية الطبية البريطانية أيضا بأن تحسين الصحة العقلية وتعزيز العلاقات الاجتماعية والنشاط البدني وتقليل الشعور بالوحدة يؤدون لطول العمر «والأعمار بيد الله سبحانه وتعالى». كما أشارت دراسة روسية أخرى بأن حضور الحفلات الصاخبة تحسن المزاج وتطيل العمر أيضا.
فلا يمكن لقطار أن يظل منطلقا على القضبان بلا توقف، ومن المستحيل أن تستمر الآلات في العمل إلى الأبد، فما بالنا بالإنسان الذي يحتاج للراحة والاسترخاء حتى يواصل مشوار حياته في أمان وسلام، وهو ما يبرز أهمية الترفيه لا سيما بعد سن الخمسين عندما تبدأ تتبخر اللذات وتترسب المسئوليات الجسام على عاتق الإنسان لأهميته الكبرى في تحقيق الثبات والتوازن الانفعالي. ومن المؤكد أن الضحك يخفف الهموم والضغوط اليومية ويرفع من مستوى هرمون السعادة الذي يزيد من نسبة مادة الانترلوكين التي تساهم بدروها في زيادة الجهاز المناعي، والابتسامة تصنع الجمال ليس على وجه صاحبها فقط بل على قلب كل من يستقبلها. إنها دورة متكاملة يعد الترفيه هو الدينامو الخاص بها، وهو أشبه بالنغمة الحية في اللحن الكسول الذي يعيشه الإنسان يومياً ويفصل بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود للتعب والعمل المستمر إلى الخلود للراحة.
الترفيه بكل معانيه يطرد الطاقة السلبية ويحسن من وظائف المخ ويعمل على زيادة تدفق الدم في شرايين الجسم ويدخل السعادة والسرور على النفس. الترفيه أيضاً تساعد الإنسان على استعادة قوته وترفه عنه، كاستنشاق الهواء النقي في أي مكان عام مليء بالخضرة مثلا، أو ممارسة رياضة المشي أو حتى الوقوف وعدم الاستسلام للجلوس ساعات طويلة، والترفيه يساهم في استرخاء الكبار أو حتى الأطفال الخدج أو المولودين قبل مواعيدهم وأنا شخصيا لاحظت هذا من خلال تشغيل معزوفات ياني أو عمر خيرت عندما أكون متوترة أو قلقة كيف تغادرني هذه المشاعر السلبية بسرعة وأنام بعمق واسترخاء.