علي الخزيم
الترصد للأعمال الصالحة والعمل الخيري متعدد الجداول والمناهل، ولنزيد أرصدتنا من الأجر ابتغاء مرضاة الله يحسن بنا أن ننوع العمل الخيري ولا نقتصر على نمط بعينه، فمن محبي الخير من لا ترضى نفسه إلًّا بالعمل على التبرعات للفقراء، وغيره يسعى لجمع التبرعات لبناء المساجد وتحفيظ القرآن، وثالث يركز على تشجيع العمالة على العمرة إلى غير ذلك من الأعمال الجليلة التي نسأل الله أن يثيب الساعين عليها، غير أن شمولية العمل الخيري وتنوعه من شأنه تحقيق مقاصد خيرية قد تغيب عن بال البعض ممن تملكتهم النمطية التقليدية بأعمالهم ولا يرون الفضل والأجر بغيرها؛ أما جهلاً أو لركونهم لمفاهيم عتيقة يتناقلونها جيلاً بعد جيل وكأن الخير محصور بها دون غيرها. ومع تطور العلم وترقِّي ثقافة الشعوب التفت الناس إلى جوانب خيرية غاية بالأهمية؛ فحين تسعى لتسهيل تحقق نعمة الإبصار لإنسان ما؛ ليقوم بالسعي على رزقه وشؤون حياته خير لك من أن تتركه بزاوية ينتظر الصدقة ليعيش، وهذا ما يفعله القائمون على مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض في إطار المسئولية الاجتماعية التي ينتهجها المستشفى بالأعمال الإنسانية والخدمات الاجتماعية والمبادرات التطوعية، ومن ذلكم (بنك العيون) وهو مركز رئيس بالمستشفى يعمل على توفير القرنيات وغيرها من الأنسجة للمرضى من مواطني المملكة، ويتم الحصول على القرنيات بأخذها من متبرعين محليين أو باستيرادها من الخارج، ويشجع بنك العيون المواطنين على التبرع بالقرنيات بعد الوفاة من خلال أنشطة تعريفية كإصدار بطاقات التبرع والمطويات والأخبار والبرامج التعليمية، ويتم فحص جميع المتبرعين وتقييم حالة الأنسجة المأخوذة منهم بما يتماشى مع المعايير الطبية الرفيعة بالمستشفى والمقاييس الطبية الخاصة بالمنظمة الأمريكية لبنوك العيون، وبما يضمن اتساق مستوى الجودة والكفاءة والأخلاقيات عند التعامل مع المرضى ومع الأنسجة المأخوذة من العين أو غيرها لاستخدامها في الزراعة والأبحاث، ويعمل بنك العيون بشكل وثيق مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومع المنظمة الأمريكية لبنوك العيون والمنظمة العالمية لبنوك الأنسجة والاتحاد الدولي لبنوك العيون، فيكون بذلك مركزاً موثوقاً يعتمد عليه بشكل مُطمْئِن ويبعث على الارتياح لدى المتبرعين ومتلقي الخدمة.
وتزداد القناعات لدى المواطنين يوماً بعد يوم بأهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة لفائدة آخرين أحياء هم بحاجة إليها، وما أعظم الأجر حينذاك وهنيئاً لمن جاد بعضو من أعضائه يمكن الإفادة منه لأخيه الإنسان بدلاً من طمره تحت الثرى، فقد سجلت مبادرة المستشفى (ساعدني لأرى) لزراعة القرنية الطبيعية بيوم التطوع العالمي 6- 7 ديسمبر الماضي إنجازاً ملفتاً؛ فخلال اليومين تمت زراعة 35 قرنية بجهود 8 أطباء استشاريين و16 طبيب تخدير و74 من المتطوعين بالخدمات المساندة، وظهر الحس الإنساني لدى المواطنين من خلال المبادرة الخيرة حيث وقع 2500 إنسان بالموافقة على تبرعهم بقرنياتهم للغير بعد وفاتهم.
مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض صرح طبي علمي إنساني عملاق لا يضاهى بالشرق الأوسط لكم أن تتعاملوا معه بكل اطمئنان وثقة.