عقل العقل
من حسنات الحراك المدني السلمي الذي أطاح بحكومة البشير الإخوانية في السودان، هذا التغير الذي سيعيد السودان إلى أمته العربية بعيدًا عن المحاور الإقليمية سواء من قبل إيران أو تركيا، كلنا يتذكر أن إيران كانت ماضية في نشاط مذهبي بالسودان في حقبة حكم البشير وكان لها عشرات المراكز الثقافية هناك لتحقيق هذا التحول المذهبي هناك مكررة التجربة الإيرانية في إفريقيا في نشر التشيع مستغلة فقر تلك الشعوب، أما تركيا فالكل يتذكر زيارة أردوغان قبل للسودان في 2017م وكأنه الفاتح العثماني العائد إلى حماه التي كان من أبرز نتائج تلك الزيارة هو الاتفاق على إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سواكن تحت مسمي مشروع لإعادة إحياء التراث التاريخي العثماني.
يبقى التأكيد على أن السودان بقيادته وتوجهاته الجديدة يواجه تحديات كبيرة وخطيرة من بقايا تنظيم الإخوان المسلمين المدعوم من تركيا وقطر هذا من ناحية، على الجانب الإيراني ستستمر المساعي التخريبية الإيرانية للالتفات على الثورة المدنية السودانية، أن الإعلان قبل أسابيع عن إنشاء مجلس للدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن تصب في حفظ هذه المنطقة الإستراتيجية من الأطماع والتدخلات التركية والإيرانية.
الغريب أن البعض كان لا يصدق ما تقوم به إيران من عبث في السودان خاصة وفي الدول الإفريقية عامة، أتذكر بعض المناورات العسكرية البحرية وزيارات الفرطقات الإيرانية للموانئ السودانية أيام حكومة البشير الإخوانية، في هذه الأيام بدأت تظهر فضائح ذلك التحالف غير المقدس بين نظام البشير ونظام الملالي، حيث نشرت بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية السودانية هذه الأيام عن فضيحة ارتكبت بحق السودان وشعبه وشعوب المنطقة المجاورة تمثلت في تورط بعض قيادات النظام السابق بالسماح لإيران بدفن نفايات نووية في مناطق نائية بالقرب من مدينة أم درمان، وكشف رئيس لجان مقاومة الريف الغربي في السودان علي الشبلي عن وجود مقبرة نفايات نووية وطبية دفنت بسرية تامة في مناطق قريبة من أم درمان، وأكَّد الشبلي أن النفايات قادمة من إيران وحذر من العواقب الخطيرة لهذه النفايات على الإنسان والتربة قد تستمر لمئات السنيين.
مع الأسف هذه إيران وما تصدره لعالمنا العربي منذ وصول المعممين للحكم في طهران وهوسهم لتصدير ثورتهم المتخلفة لعالمنا العربي وللأسف نجد بعض شعوبنا ونخبنا الفكرية والسياسية تصدق مثل هذا الخطاب الكاذب، الآن بدأت تظهر مشروعات إيران الحقيقة وكيف أنها تنظر لبعض الدول العربية حتى لو كانت متحالفة معها كمكب لنفاياتها القذرة وعلى الرغم من ذلك يخرج علينا بعض السذج والمغفلين بأن إيران ستحرر الأقصى وفلسطين وهي التي لم تطلق رصاصة واحدة في ذلك الاتجاه، نفايات إيران النووية في السودان هي رسالة لشعوبنا العربية أن كل ما يأتي من نظام الملالي هو خطر على وجود الإنسان العربي وصحته وأرضه ولو غلفت بشعارات دينية كاذبة، أتمنى أن يركز الإعلام العربي على قضية النفايات النووية الإيرانية في السودان وفتحها أمام لجان تحقيق محلية ودولية لكشف حقيقة إيران وأنها لا تفرق في طموحاتها السياسية بين الأنظمة وبين الشعوب العربية.