فضل بن سعد البوعينين
أصاب سمو نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان؛ بمقارنة إيران بألمانيا النازية، من حيث الأفكار التوسعية، وتبعات استرضاء الغرب لها وغض الطرف عن تصرفاتها بدل وقف سياستها التوسعية ومواجهتها بحزم لحماية دول المنطقة والعالم من تبعات سياستها التخريبية.
أعاد الأمير خالد بن سلمان تأكيده فكرة «نازية النظام الإيراني» في مقابلة تلفزيونية مع «فايس» التي عرضتها «العربية» الجمعة الماضية؛ بعد أن طرحها في مقالة سابقة؛ وشدد على أن المملكة تريد إيقاف مبدأ التوسع النازي الذي تنتهجه إيران وقبل أن يقود إلى صراعات أكبر. أجزم أن تهاون الغرب مع نظام إيران خلال العقدين الماضيين؛ الذي ربما جاء وفق إستراتيجية خاصة لإعادة تشكيل المنطقة؛ كان السبب الرئيس في المآلات المدمرة التي تعرضت لها سوريا والعراق واليمن، ودول أخرى. مخاطبة الغرب وفق ثقافتهم، وتجاربهم المريرة مع النظام النازي؛ تبرز بشكل جلي، مخاطر النظام الإيراني على المنطقة والعالم، وتضع الساسة والعسكريين والأحزاب الموالية في مواجهة مع الرأي العام الغربي.
برغم جرائم نظام إيران وانغماسه في دعم وتمويل الإرهاب، التزم الإعلام الغربي تجاهه سياسة الاحتواء وغض الطرف، وربما تبرير بعض أعماله الإجرامية، في الوقت الذي يوجه سهامه نحو المملكة، المساهمة بفاعلية في تحقيق أمن واستقرار المنطقة والداعمة لأمن الطاقة وبالتالي استقرار الاقتصاد العالمي.
التنافس الحزبي في الولايات المتحدة من أسباب سياسة احتواء إيران وغض الطرف عن مخاطرها، غير أن المكاسب الاقتصادية من أهم أسباب احتضان الدول الأوروبية لها، وهو أمر يستوجب المواجهة وفق إستراتيجية دبلوماسية إعلامية اقتصادية محكمة، وأحسب أن نشاط سمو الأمير خالد بن سلمان الإعلامي جزء مهم من إستراتيجية المواجهة التي يتم تنفيذها باحترافية وتكامل مع سمو وزير الخارجية ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية وأطراف سعودية أخرى.
صراع الرؤى بين السعودية وإيران أحد أهم محاور المقابلة التلفزيونية التي بثتها «فايس» و»العربية»، وفيها الكثير من المؤشرات التنموية الإيجابية التي حققتها المملكة منذ 1979 م مقارنة بإيران الخميني ونظام الملالي الذي امتد منذ ذلك العام وحتى اليوم.
ركز قادة المملكة على تنمية الإنسان والمكان، واستثمار عائدات النفط في البناء والإعمار وتنمية قطاعات الاقتصاد ومضاعفة حجمة عشرات المرات، في الوقت الذي استثمر فيه النظام الإيراني عائدات النفط في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية تحت غطاء تصدير الثورة، فتسبب في إفقار شعبه وتدهور التنمية والاقتصاد وانهيار العملة المحلية وتفشي البطالة وارتفاع نسبة التضخم إلى مستويات قياسية.
ستظل المملكة عنصر استقرار للمنطقة ومن أدوات التنمية التي لم تقتصر على الداخل فحسب، بل وبمساهماتها الفاعلة في دعم تنمية الدول العربية، ومنها لبنان واليمن والعراق، التي تعاني اليوم من تبعات تغلغل النظام الإيراني فيها الذي تسبب في انهيارها وتداعي أمنها وإفلاس خزائنها وانهيار اقتصادتها وعملاتها.
أجزم أن الرسائل التي وجهها الأمير خالد بن سلمان كافية لإيضاح الصورة للمجتمعات الغربية والساسة والأحزاب المتخاذلين عن ردع إيران، ويبقى السؤال الأهم وهو هل يجهل أولئك الخطر الإيراني ودموية النظام وانتهاكاته السافرة للقوانين الدولية؟ أم أنهم يتجاهلونها لأهداف إستراتيجية؟!.