د. خيرية السقاف
لن تملك البعوضة صوت إنسان..
ولن تكتسي الفأرة جلده..
ولن تتحول الزهرة لفتاة..
ولا الذئب لرجل..
حتى الابدال لن يحوِّل الكلمة لقدم تمشي،
ولا الصخرة لعين ترى!!..
ولا الطِّباق جاعلاً اثنين في واحد!!..
كل كيان وإن جمد، أو اختلف نوعًا، أو تقارب شبهًا، أو تماهى مجازًا
لن يفقد صفاته، ولا ملامحه، ولا خصائصه، ولا سماته..
الممثلون الذين يتقمصون، يتماهون، يقلدون،
ينفصلون عن أنفسهم، وربما يتيهون!!..
الممثل لا يعض كالبعوضة فينقل الداء..
ولا يقرض كالفأر ويفعل..
ولن تغرس مخالب الذئب في فمه فيهجم..
ولن تمشي الكلمة على سطح بحذاء عال، ولا بحرير فاره،
الزهرة لن تكون لها ضفيرتان، ولا كفٌّ بخمسة أصابع..!!
الأصوات وإن هي للريح صرير، وللماء خرير، وللعصافير زقزقة، وللحمار نهيق،
ولورق الشجر حفيف، وللهرة مواء، وللأوتار عزف..
فإن لا صوت للحجر وإن يرتطم، ولا للتراب وإن دك، ولا للخشب وإن نُشر،
ولا للمعدن وإن صُنِّع.. ولا للطحين وإن عُجِن..
ومع كل الأصوات تلك التي تتوالد بفعل..
ومع أن الحقيقة حقيقة، والطبيعة واقع..
لكن الإنسان يكابد في شأن:
التشبُه، والاستبدال، والتزييف،
أسوة بتزييف مشارط الجراحين!!..